تحتفل مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في 16 ديسمبر من كل عام إحياءً لذكرى الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية وذكرى تولي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم. حققت مملكة البحرين وهي تحتفل بأعيادها الوطنية إنجازات عديدة ونجاحات كثيرة حققتها في السنوات الأخيرة على الأصعدة كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها، وفي ظل آمال متزايدة بالمضي قدما إلى الأمام ومواصلة المسيرة المباركة من الإصلاح والازدهار التي قادها جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بكل اقتدار وشهدت الكثير من الإنجازات والمكتسبات في المجالات كافة. إن مملكة البحرين بقيمها التاريخية والإنسانية القائمة على المحبة وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الأعراق والأجناس والأديان، تواصل مبادراتها الدبلوماسية الداعية للسلام والتعاون الدولي والتفاهم المشترك، إيمانًا منها بالترابط بين السلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة. كما أن رؤية جلالة الملك المعظم الحكيمة في إحلال السلام ومكافحة التطرف والإرهاب، ونبذ الكراهية العنصرية والدينية والطائفية، وتعميق التعايش بين الحضارات والثقافات من أجل عالم أكثر أمانًا وازدهارًا. تنفرد العلاقات البحرينية السعودية بأنها علاقات ذات جذور وأصول راسخة، امتدت وتجذّرت بروابط الأخوة ووشائج القربى، ورُويت بالمحبة وأزهرت باستمرارية التواصل والتعاون والتنسيق المشترك وتعزيز المصالح العليا المتبادلة، حتى أثمرت حزمة هائلة من الإنجازات والشراكات والمكتسبات التي عززت من قوة هذه العلاقات وأهلتها لأن تستكمل دورة حياتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية من خلال العمل المشترك، وتوحيد المواقف والرؤى، تحقيقاً لما فيه خير وسلام شعبي البلدين الشقيقين وسائر شعوب المنطقة والعالم. نقف اليوم وقفة عز وافتخار بعمق العلاقات التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تجمع بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وما تشهده من تكامل وتطور ونماء مستمر على الأصعدة والمستويات كافة، في ظل ما تحظى به من دعم من قبل القيادتين الرشيدتين -حفظهما الله ورعاهم-. وترجمة لمستوى العلاقات الأخوية المتميزة تم إنشاء المجلس التنسيقي البحريني السعودي برئاسة كل من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، وتعد رئاستهما الحكيمة والسديدة للمجلس التنسيقي في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة تمثل حقبة جديدة من التعاون والتكامل والوحدة في القرارات، والمزيد من التنسيق والتشاور والتفاهم السياسي والاقتصادي والعسكري بين البلدين، ودفع مسيرة التعاون بين المملكتين على كل الصعد الاقتصادية والاجتماعية وبما يعود بالخير على شعبي المملكتين الشقيقتين. إننا في هذه المناسبة نفتخر بما حققته الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية من مكانة دولية وإسلامية وعربية، وهذا يعكس دور مؤثر في تحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وإنجازات اقتصادية وتنموية بعمل مؤسسي يهدف إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي والأمن الاجتماعي بجهود أبنائه وبناته وبتظافر جميع الجهات الحكومية وإرساء مبادئ الشفافية والعدالة لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، والسعي الجاد لتحقيق أهداف رؤية 2030 التي تستشرف المستقبل وتسعى لوضع بلادنا الغالية في مقدمة الأمم بمتابعة دائمة وتوجيهات كريمة ودعم مستمر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، -حفظهم الله ورعاهم-. وفي هذا اليوم ونحن نحتفل بأعيادنا الوطنية المجيدة أن نهنئ ونبارك للمملكة العربية السعودية بمناسبة فوزها وفوزنا جميعاً بإستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض، هذا الفوز التاريخي يؤكد الريادة والمكانة الرفيعة التي تحتلها المملكة بين دول العالم، كما ويأتي استمراراً للإنجازات التي تحققت على الأصعدة كافة وفي جميع المجالات. سفير البحرين لدى المملكة