وسط الهموم التي تحاصر العالم، والحروب التي تشتعل نيرانها في مناطق كثيرة بالمعمورة، وشاشات التليفزيون التي تنقل لنا المآسي وقصص الموت والقتل والحالات الإنسانية المؤلمة، يبدو من العبث أن تطالب الجميع أن يرسموا ابتسامة عريضة على شفاههم، ويمارسوا حياتهم اليومية في سعادة ورفاهية، لكن العبث نفسه أن نعيش في حالة من اليأس والإحباط، ونظن جهلاً أن الشمس لن تشرق كل صباح. ومثلما أدرك الكثيرون أن الأمل يولد من رحم المعاناة، والفرج ينبت من قلب المأساة، وشعاع النور يأتي من باطن الغيوم السوداء، وتنطلق المنح من أعماق البلايا، فأنا واثق بالله سبحانه وتعالى أن الكثير من الآلام ستنكسر قبل بداية العام الجديد 2024، وسيتنفس المحرومون والبائسون الصعداء، وتولد بداخلهم إرادة جديدة نحو التغيير والعطاء. هنا.. في مملكة الإنسانية ودار العز والشهامة، نحن محسودون على الألفة والمحبة التي نعيشهما، والسكينة والهدوء اللذين نتحلى بهما، والحكمة التي تسيطر على كل قراراتها وتصرفاتنا في ظل قيادة رشيدة، وإدارة ذكية تمتلك عقولاً مُلهمة، تسير وفق رؤية طموحة واعدة، تبحث عن مستقبل مزدهر للأجيال المقبلة، ومجتمع حيوي ينظر دائماً للأمام، لا ينشغل بما يحدث في الخلف. وبعدما تجاوزنا النصف الأول من رؤية المملكة 2030 بنجاح وإبهار مع مرور العام الجاري 2023، وبدأنا مرحلة الحصاد والإنجاز على أرض الواقع في النصف الثاني الذي يبدأ في 2024 ويستمر على مدار 7 سنوات، حين نحتفل جميعاً لو أطال الله في عمرنا باكتمال رؤيتنا المباركة، ونستقبل في العام نفسه أكثر من 40 مليون زائر خلال معرض «إكسبو الرياض» في النصف الثاني، من حقنا إذن أن نحتفل بانتصاف الرؤية، ونعتبر عام 2024 هو عام السعادة والرفاهية لكل السعوديين وجميع المقيمين على أرضنا المباركة. نعم.. إنها دعوة بأن لا يقتصر احتفالنا في العام الجديد على يوم السعادة العالمي، بل سيكون بالنسبة لنا هو «عام السعادة» نسترجع فيه ما تم من إنجازات أبهرت العام خلال السنوات السبع الأولى لظهور رؤية الوطن، ونتوقف قليلاً للتأمل والتفاؤل، ونحن ننطلق نحو سنوات سبع جديدة ستكون بمشيئة الله مليئة بالإبداع والابتكار والإبهار، بعدما نجحنا أن نحول الحلم إلى واقع، ونؤكد للعالم كله أننا وطن حكومة وشعباً لا يعرف المستحيل. تعالوا نكسر البرواز ونختلف عن الجميع، ونسمي عام 2024 «عام السعادة السعودي»، نستلهم الإرادة والأمل التي زرعتها رؤية 2030 بداخلنا، ونكون أكثر إصراراً على الاستمرار في تحسين جودة الحياة، والعيش في رفاهية وسعادة بعيداً عن المنغصات والمشكلات، غير عابئين بردود الفعل المليئة بالإحباط واليأس والتردي.