متعب التركي أحد أهم التجارب الشعرية المعاصرة في القصيدة النبطية، شاعر الإحساس والعذوبة قدم نصوصاً مليئة بالحس الجميل ويعد أحد أهم المدارس في القصيدة النخبوية، استطاع أن يدفع بالقصيدة في اتجاهات مختلفة حرك ركودها في فترة الترهل التي كانت تعيشها، قصائده يغلب عليها الرقة في الغزل العذري النقي، عشق القصيدة وعشقته حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هويته الشعرية العذبة، عندما تقرأ نصه الشعري يأخذك في آفاق مختلفة ويحلق بك في (سماءات) القصيدة النخبوية بعيداً عن التقليدية القاتلة والتي للأسف غارقة بها القصيدة اليوم، وفي جانب بناء النص تجد أن الشاعر متعب التركي ذكي في التعامل مع المفردة واستطاع كتابتها في حرفية عالية، في نصوصه المزج بين السهل الممتنع والفكرة الجديدة: قل غيرها لانت لا مجبر ولا مكره لا صار ما هو غلا مابي لك حميا لو كل غالي يجي دايم على ذكره ما صرت اشوفك هناك وحبك هنيا يا ليتني لابغيت اكره قدرت اكره ماكان قلبي اليا جيت اكرهك عيا توديع الاحباب مثل الموت له سكره ادمى جروحي وشق الصدر منيا نصوص متعب في الفراق كانت كثيرة وهو ما يغلب على شعره في العديد من النصوص: يا مشتهي فرقا المواليف حذرى ترحل وأنا من سكرة الحب ما فقت صحيح بعض الناس فرقاه بشرى وبعض البشر لاغاب ليله تضايقت السيل يبقا له على القاع مجرى ويبقا لك التذكار لو كنت فارقت ماكل جرحٍ لاخذا أيام يبرى بعض الجروح يزيد شره مع الوقت التساؤلات التي يطرحها في نصوصه تكون بفكرة غير مطروقة ولا تجد لها إجابة: من متى والغصن يختار الطيور؟ من متى والبال يختار الطوارى؟ في غياب الشمس وش ذنب الزهور؟ والمطر لا شح وش ذنب الصحارى؟ فضل الشاعر/ متعب التركي أن يحزم حقائبه ويغادر الوسط الشعري قاطبة وذلك من خلال اعتزاله في سن مبكرة وهو لم يتجاوز الخمسة وعشرين عاماً وهو يعتبر عمر مبكر لشاعر أثرى الشعر النبطي وأصبحت قصائده تردد بين الناس ليترك مكاناً فارغاً ويصبح (مدينة شعرية لم تفتش كنوزها). وكتب آخر نصوصه: الموت هين والبلا وش ورا الموت عند الحساب .. يهون سهم المنايا باكر نموت وتصبح قبورنا بيوت وعقب القصور بضيقات الزوايا صورة أرشيفية لمتعب التركي ناصر المحمدي آخر ظهور لمتعب التركي في برنامج وينك من متى والغصن يختار الطيور؟