في عام 1889 اكتمل بناء برج إيفل الشهير في باريس ليكون جزءًا من معرض إكسبو الذي احتضنته العاصمة الفرنسية في ذلك العام. هذا المعلم الذي أصبح أحد أيقونات العالم السياحية يكفي للدلالة على الأهمية البالغة التي يحظى بها معرض إكسبو وقيمة الفوز بتنظيمه. هذا المعرض العالمي ليس مجرد مناسبة عادية تنقضي بتفكيك أجنحة الدول المشاركة ورحيل الزوار إلى بلدانهم، بل هو من الأحداث التي تُحدث تغييراً إيجابياً عميقاً في البلد المضيف؛ اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً، وفي نظرة العالم تجاه البلد ورفع مستوى وعيهم ومعرفتهم به. داخلياً، هنالك الكثير من الأثر الإيجابي الذي سيتركه المعرض على المملكة وخصوصاً على العاصمة الرياض، حيث سيستفيد السكان من الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة التي سيخلقها، كما سيؤدي معرض إكسبو إلى تحديثات كبرى في البنية التحتية بمدينة الرياض، بما في ذلك الطرق والمواصلات والمرافق العامة، مما سيسهم في تعزيز جاذبية المدينة كوجهة للاستثمارات والأعمال. وعلى المستوى الدولي؛ فلطالما كانت بلادنا تقبع في دوائر تصنيف مجحفة بسبب التنميط السلبي الذي تعرضنا له على مدى سنوات، ولم تتح لنا فرصة حقيقة لنحكي قصتنا كما هي، وكما يجب أن يسمعها العالم من أفواهنا، هذا الحدث سيمنحنا هذه الفرصة، إذ سيعمل كبوابة ضخمة يدخل من خلالها العالم إلى المملكة، وعلى مدى ستة أشهر سيعيش الزوار التجربة بأنفسهم دون الحاجة إلى وسيط يتدخل في تفاصيلها ويتحكم في سردها. وبالإضافة إلى العوائد الاقتصادية المتوقعة للمعرض حيث حقق إكسبو شنغهاي على سبيل المثال ما بين 8-10 مليارات دولار، فإن نسخة المعرض التي تستضيفها المملكة ستتزامن مع تحقيق رؤية السعودية 2030، والتي من المفترض أن تكون سنة الحصاد لسنوات طويلة من العمل الجاد المستمر، وبالتالي سيشهد العالم قصة التحول المذهلة التي عاشتها المملكة، كما سيشاهد بلادنا في أفضل حالتها التنموية والاقتصادية والاجتماعية.