في تطور سريع وغير متوقع بقطاع الذكاء الاصطناعي، قرر مجلس إدارة (OpenAI) الشركة المالكة لمنصة تشات جي بي تي إقالة الرئيس التنفيدي للشركة سام ألتمان، وأعقب هذا التطور عرض توظيف سريع من مايكروسوفت، ما يدل على الصراع العالي على استقطاب ألمع المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي. الأسباب وراء رحيل الرئيس التنفيذي من OpenAI، بحسب ما تناقلت بعض وسائل الإعلام هي سرعة التطوير التي تسير فيها الشركة مما قد يخلق مخاطر عالية على مستوى استخدامات المنصة في مجالات قد لا تساهم بالضرورة في تطوير البشرية وتعزيز الإنتاجية والابتكار. وفي المقابل حرصت ميكروسوفت من خلال العرض الفوري للرئيس التنفيذي السابق إلى تعزيز استراتيجيتها في الذكاء الاصطناعي، حيث يبلغ إجمالي إيرادات الشركة أكثر من 168 مليار دولار في عام 2022، وتسعى لتكثيف استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي حيث نمت منصة Azure AI التابعة للميكروسوفت، والتي تخدم مجموعة واسعة من الصناعات، بنسبة 50 % في قاعدة مستخدميها، ومن ناحية أخرى كشفت الشركة برنامج ذكاء اصطناعي آخر (Copilot) والذي يرتبط ببرامج سطح المكتب والذي يساهم في زيادة الإنتاجية ويتوافق مع إستراتيجية مايكروسوفت لتضمين الذكاء الاصطناعي عبر مجموعة متنوعة من منتجاتها، بهدف تعزيز تجربة المستخدم وكفاءتها وتعزيز منتجاتها الحالية. الخلاصة: تؤكد المنافسة الشديدة بين الشركات التقنية أهمية المواهب في الحفاظ على الريادة في هذا المجال سريع التطور، وبينما تمضي مايكروسوفت قدما في دمج الذكاء الاصطناعي، فإنها تسعى لتعزيز تنافسيتها أمام اللاعبين الآخرين في الصناعة، وتضع معايير جديدة وتحفز المزيد من التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي. ولذلك، تقف هذه الصناعة على أعتاب التغيرات التحويلية، مدفوعة بهذه التحركات الاستراتيجية والسعي المستمر للابتكار، ومن ناحية أخرى تمثل مثل هذه التطورات أهمية تحفيز الاستثمارات السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي والتي بكل تأكيد ستغير التقنية مجرى العالم ومسار الإنتاجية والابتكار والحياة العامة للأفراد على مستوى العالم، وما نشاهده اليوم ليس إلا رأس جبل الجليد فيما يمكن أن تقدمه التقنية للبشرية.