استدعى الكاتب والباحث والمترجم المتخصص في الأدب العربي البروفيسور البريطاني دانيال نيومان، تاريخ المطبخ العربي من القرون الوسطي قبل حوالي 500 عام، بإعداد "كيكة القاضي" الشهيرة لزوّار مهرجان الوليمة للطعام السعودي في نسخته الثالثة، الذي تنظمه هيئة فنون الطهي خلال الفترة من 23 نوفمبر إلى 2 ديسمبر في حرم جامعة الملك سعود بالرياض. وقدم نيومان ورشة عمل تضمنت طريقة عمل "كعكة القاضي" من العصور الوسطى، مستعرضاً أبرز تقنيات الطهي العربي والمكونات التاريخية لتذوق وليمة تقليدية، واكتشاف تراث الطهي الغني للثقافة العربية القديمة. وعلق على ذلك قائلاً: "أحرص خلال مشاركتي في المهرجان على إبراز خصوصية الطعام والطبخ في العالم العربي خلال العصور الوسطى، وما كان لديهم من أذواق ثقافات متنوعة". مضيفاً: "ثقافة الطهي العربي في العصور الوسطى لا تختلف كثيراً عن الفترة الحالية، مع استمرار عمل العديد من الوصفات، وإن كان بها بعض التعديلات والإضافات". وأبدى نيومان سعادته بزيارة المملكة للمرة الثانية، مبدياً إعجابه بحركة التطور الكبير الذي تشهده في كافة المجالات، معرباً عن اعتزازه بالمشاركة للمرة الأولى في مهرجان الوليمة للطعام السعودي؛ الحدث المهم حسب وصفه، ومقدماً الشكر لهيئة فنون الطهي على منحه هذه الفرصة لنشر ثقافة الطعام العربي العصور الوسطى. وشهد اليوم الثاني من مهرجان الوليمة للطعام السعودي إقامة خمس ورش عمل تفاعلية لتعليم فنون الطهي السعودي، قدمها مجموعة من الطهاة المحليين والعالميين المتخصصين. ومن بينها ورش عمل متخصصة في المخبوزات، التي كشف فيها الطاهي فابريس دانيال أسرار عمل تارت الهيل والبرتقال على الطريقة المحلية، بينما استعرض الطاهي أوليفر جويون في إحدى الورش وصفة خاصة لتحضير الدجاج السوبريم مع ليمون وطبق جانبي خضار مقلي مع الزعفران، فيما قدم الطاهي تالين ملياني وصفة جديدة لتحضير الروزيتو بالصيادية بطريقة مبتكرة. وبدوره استعرض الطاهي هشام ناظر طرق تحضير المشروبات، والمعلومات المهمة عن مذاقات الأجبان وأصنافها المتنوعة. وتسعى هيئة فنون الطهي من خلال ورش عمل مهرجان الوليمة إلى تطوير المهارات الشخصية للمشاركين، وتعليمهم طرق تحضير الأطباق التقليدية والحديثة من مختلف مناطق المملكة، والتعرف بشكلٍ عمليٍ على تقنيات الطهي، والنصائح والأسرار من الطهاة المحترفين، وكذلك توسيع آفاق فنون الطهي، وتعزيز التراث الغذائي السعودي. ويعد مهرجان "الوليمة" للطعام السعودي الأكبر من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، ويسعى إلى التعريف بثقافة وتراث الأطعمة السعودية محلياً وعالمياً، وتقديم المملكة بوصفهِا وجهة عالمية لعشاق الطهي، فضلًا عن فتح المجال لصناعة واعدة تتسم بالتطور والاستدامة التنموية. وتهدف من خلاله هيئة فنون الطهي إلى إبراز جهود المملكة في الاهتمام بالطعام كأحد الموروثات الوطنية الأصيلة، إلى جانب تشجيع المواهب الوطنية ممن يملكون اهتماماً بمجال الأطعمة لتحويل هواياتهم في هذا المجال إلى فرص عمل ومشاريع تجارية مربحة.