اليوم التسويق الاجتماعي هو أسلوب يستخدم لتطوير الأنشطة التي تهدف إلى تغيير سلوك الناس أو الحفاظ عليها لصالح الأفراد والمجتمع ككل وذلك من خلال الجمع بين أفكار التسويق التجاري وعلم النفس الاجتماعي والعلوم الاجتماعية، حيث يعد وسيلة مثبتة للتأثير على السلوك بطريقة مستدامة وفعالة من حيث التكلفة.. ويساعدك على اتخاذ القرار. اليوم هدف التسويق الاجتماعي هو دائمًا تغيير طريقة تصرف الأشخاص أو الحفاظ عليها، وليس ما يفكرون فيه أو مدى وعيهم بمشكلة ما.. فالهدف هو زيادة الوعي أو المعرفة فقط، أو تغيير المواقف، ويساعد على ضمان أن السياسات التنفيذية تعتمد على فهم حياة الناس، مما يجعل أهداف السياسات النابعة من الاستراتجيات واقعية وقابلة للتحقيق، مثال على ذلك سياسة ترشيد المياه. اليوم ينبغي عدم الخلط بين التسويق المجتمعي، أو البيع الاجتماعي، أو التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فالتسويق الاجتماعي هو نهج تسويقي غير ربحي يركز على التأثير على السلوك بهدف أساسي هو تحقيق "الصالح العام" ويستخدم المفاهيم الاجتماعية. ومع ذلك فإن النظر إلى التسويق الاجتماعي على أنه مجرد استخدام ممارسات التسويق التجاري لتحقيق أهداف غير تجارية وجهة نظر غير دقيقة. بدأت حملات تعزيز الصحة في تطبيق التسويق الاجتماعي بشكل عملي في الثمانينات، في الولاياتالمتحدة، حيث أظهر البرنامج الوطني للتثقيف بشأن ارتفاع ضغط الدم ودراسات الوقاية من أمراض القلب المجتمعية في فعالية النهج لمعالجة تغيير سلوك عوامل الخطر المستندة إلى السكان.. وحدثت أيضًا تطورات مبكرة ملحوظة في أستراليا شملت هذه الحملات مجلس فيكتوريا للسرطان الذي طور حملته لمكافحة التبغ "إقلاع عن التدخين"، وحملته ضد سرطان الجلد. ومنذ الثمانينات، توسع هذا المجال بسرعة في جميع أنحاء العالم ليشمل المجتمعات الحية النشطة، والتأهب لمواجهة الكوارث والاستجابة لها، والحفاظ على النظام البيئي والأنواع، والقضايا البيئية، وتطوير القوى العاملة التطوعية أو المحلية، ومحو الأمية المالية، والتهديدات العالمية لمقاومة المضادات الحيوية، والفساد الحكومي، تحسين جودة الرعاية الصحية، والوقاية من الإصابات، والحفاظ على البيئة البحرية واستدامة المحيطات، والرعاية الصحية التي تركز على المريض، وتقليل الفوارق الصحية، والاستهلاك المستدام، وإدارة الطلب على وسائل النقل، وأنظمة معالجة المياه والصرف الصحي، ومشكلات المقامرة لدى الشباب.. إلخ. اليوم يمكن للقطاع العام استخدام أساليب التسويق التقليدية لتحسين الترويج لخدماتها وأهدافها التنظيمية ذات الصلة ومن الممكن أن تكون هذه الطريقة مهمة للغاية ولكن لا ينبغي الخلط بينها وبين التسويق الاجتماعي على سبيل المثال، تعتبر الحملة التسويقية لمدة 3 أشهر لتشجيع الأشخاص على الحصول على اللقاح أكثر تكتيكية بطبيعتها ولا ينبغي اعتبارها تسويقًا اجتماعيًا.. بينما حملة تشجع الناس وتذكيرهم بإجراء فحوصات منتظمة وجميع التطعيمات الخاصة بهم والأمور التي تشجع على تغيير السلوك على المدى الطويل والذي يفيد المجتمع يمكن اعتبارها تسويقًا اجتماعيًا.