ما الأولويات في حياتنا؟ سؤال يثير الكثير من التساؤلات التي تصب في آخر المطاف في ثقافة الأولويات لدينا، ما الأولويات القصوى والأدنى فالأدنى على سلم أولوياتنا الحياتية؟ وهل نستطيع تحديد أولوياتنا دون تعارض أو تقاطع مع أولويات الآخرين؟ وهل مستوى الاحترام للأولويات بيننا من الأمور المهمة والتي تحظى بالتقدير؟ ما مستوى الأولويات؟ وكيف نصل إليه؟ وهل هناك خلط بين الأولويات الأساسية المرتبطة بالحاجات الأساسية سواء فردية أو اجتماعية وبين الأولويات الثانوية التي تمثل المطالب غير الأساسية؟ وهل هناك أولويات مهمة جداً وأولويات أقل أهمية؟ اليوم في الوضع الطبيعي يفترض أن يكون هناك أولويات فردية وأخرى أسرية وأخرى اجتماعية وأولويات دولة ثم أولويات دولية، هل وصلنا إلى مرحلة نستطيع التفريق بين تلك الأولويات، وإيجاد ثقافة تجعلنا نتناغم بينها، أم لا ندري ماذا نريد ونقفز من أولوية إلى أخرى دون وعي وتقدير للعواقب. هل نحن أشخاص نتناسى أولوياتنا ونقفز إلى أولويات الآخرين ونضعها هي الأولوية ونتدخل في شؤونهم. اليوم هناك أسئلة كثيرة حول موضوع الأولويات الذي تعتبر الركيزة الأساسية لتنظيم الحياة والتطور نحو الأفضل وقيادة الحياة بصورة آمنة وميسرة وطموحة ومتقدمة. السؤال هل يستطيع الإنسان أن ينمو ويحقق ذاته دون أولويات؟ أو بأولويات متعددة ومتداخلة؟ وما تأثيرها في صحته النفسية والاجتماعية؟ اليوم هناك أولويات تبدأ من اليوم وتنتهي بالسنة، وهناك أولويات سنوية وأخرى استراتيجية لسنوات قادمة. وإذا لم نرتب تلك الأولويات فكيف نعيش ونتحرك من الدوائر المغلقة على أنفسنا، ونتخلص من أن نجد أنفسنا ندور في حلقات فارغة من الأولويات وبالتالي الاهتمامات، أو نجد أنفسنا دون أهداف واستراتيجيات، وفي آخر المطاف لا نعرف ما نريد. اليوم ما هو مهم بالنسبة لنا ليس بالدرجة من الأهمية بالنسبة للآخر مهما اتسعت دائرته، وما نريد تحقيقه في يومنا يختلف، إلا في الأساسيات التي يتفق عليها الجميع كالذهاب للعمل والدراسة والعبادات، وأولويات التنمية الفردية غير أولويات التنمية الأسرية والاجتماعية والتنمية الشاملة للدولة. اليوم الشخص لديه أولويات يومية مرتبطة بالحياة الزوجية والأولاد والأصدقاء والزيارات ومشاهدة التلفاز ومتابعة الأحداث.. إلخ. والدولة لديها أولويات في الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والبحث والإسكان والأمن ومحاربة الفساد.. إلخ. والأسرة من أولوياتها على سبيل المثال أن توجد لها بيت وتؤثثه ويكون لها سيارة وأن تسافر للترفيه وأشياء أخرى. اليوم من المهم احترام أولوياتنا وأولويات الآخرين لأنها مرتبطة بالأهداف الشخصية وتحقيق الذات والتفريط في الأولويات الشخصية تفريط في الاستحقاق الشخصي.