تجاوز الهلال ضيفه التعاون بهدفين نظيفين في واحدة من أصعب المواجهات بالنسبة لمتصدر الدوري، عطفًا على ظروف الغيابات المتواصلة بدءًا بنيمار ثم الفرج، وانتهاء بغياب سافيتش للإصابة ونيفيز والبليهي بسبب تراكم البطاقات، وعطفًا على أن المواجهة أمام أحد أفضل فرق دوري روشن فنيًا وتنظيميًا، وفي مثل هذه المباريات وهذه الظروف من المهم أن تكسب بأي شكلٍ وبأي طريقة، وهو ما فعله الهلال!. منذ أن تعثر الهلال بالتعادل مع ضمك في الجولة السابعة من الدوري خاض 11 مباراة في مختلف المسابقات انتصر فيها كلها، وسجل خلالها 28 هدفًا، واستقبل هدفًا وحيدًا أمام الأهلي، وهي سلسلة انتصارات طويلة مطعمة بأرقام توحي لك بأنك أمام فريق لا يُقهر، وأمام منظومة هجومية ودفاعية (ولا غلطة)؛ وهو الأمر الذي أخشى أن يدفع الهلال ثمنه غاليًا إذا ما صدق مسيروه هذه الأرقام، وظنوا أن الفريق بهذا الشكل وهذه الأدوات يستطيع أن يواصل هذه الانتصارات، وأن يكتسح خصومه في كل المواجهات والاستحقاقات المقبلة بدون أي جهد أو إضافة يمكن تحقيقها في فترة الانتقالات الشتوية، وهذا أمر مخالف للحقيقة!. سأظل أؤكد على الرغم من صدارة الهلال وسلسلة انتصاراته وأرقامه المذهلة في آخر 11 مواجهة على حاجة الفريق لعملٍ كبير يوازي طموحات مسيريه وعشاقه، فالفريق رغم هذه الانتصارات بحاجة ماسة للاعبين أجنبيين مميزين في يناير، الأول بديلًا لنيمار في مركز الظهير الأيسر، والثاني يجب أن يكون على حساب البرازيلي ميشيل الذي بدد بمستوياته الأخيرة الحيرة التي كان يمكن أن يقع بها خيسوس مدرب الفريق وصناع القرار، وجعل من السهل بهذا الأداء المتواضع فضلًا عن تشابه أدواره مع مواطنه مالكوم ومع سالم الدوسري أفضل لاعب آسيوي اتخاذ قرار بإعارته واستبداله بمهاجم لديه القدرة على اللعب في مركزي 9 و9.5، لأنه من الصعب أن تتخيل وضع الفريق فيما لو غاب الصربي ميتروفيتش لسبب أو لآخر!. الهلال يواصل انتصاراته، ويتشبث بصدارته المحلية والآسيوية؛ لكنه لا يزال بحاجة ماسة وعاجلة لتقوية صفوفه بظهير أيسر ومهاجم متعدد الأدوار، ويفترض على إدارة الهلال أن تكون قد بدأت عملية البحث والمفاوضات فعلًا؛ لأن المنافسة في الأيام المقبلة محليًا وآسيويًا ستكون أشد مما سبق، ولا يجب أن تغري النتائج الحالية إدارة الهلال بالتراخي أو التباطؤ أو التردد في اتخاذ القرار، وأقول هذا والفريق ينتصر ويتصدر، والهلال يعيش نشوة الانتصارات والصدارة؛ لأني أخشى أن يمضي الشتاء وتنتهي فترة التسجيل المقبلة والهلال بهذه التركيبية العناصرية الناقصة، وأن يأتي وقت الحسم ويكتشف المخدوعون بهذه الانتصارات أنَّ الهلال كان أقل صلابة مما يظنون، وأنَّ استمرار الفريق بدون ظهير أيسر، أو غياب لاعب مثل ميتروفيتش للإصابة أو الإيقاف وفي أوقاتٍ حاسمة من الموسم كان خطأً فادحًا!. * قصف * إدارة الهلال لا تزال تمارس الصمت على ما يحدث للهلال من حملات إعلامية تحريضية ممنهجة تستخدم فيها للأسف منصات إعلامية رسمية!. * الجهازان الطبي واللياقي في فريق النصر يقومان بعمل مذهل يستحق الإشادة أثمر عن فريق قوي بدنيًا ولياقيًا، ولاعبين أكثر قدرة على تحمل ضغط المباريات وتفادي الإصابات. * أحضرنا نخبة نجوم القارة العجوز لدورينا؛ فلماذا اختفت نخبة حكامها؟!.