أسعار الذهب تسجل مكاسب أسبوعية ثالثة وسط التوترات الشرق أوسطية

تتجه أسعار الذهب إلى تسجيل ارتفاعها الأسبوعي الثالث على التوالي يوم الجمعة، حيث دفع مزاج العزوف عن المخاطرة بسبب الصراع الدائر في الشرق الأوسط المستثمرين إلى السبائك الآمنة، بينما يترقب المستثمرون أيضا أرقام الاستهلاك الأمريكية الرئيسة.
وبحلول الساعة 0950 بتوقيت جرينتش، استقر السعر الفوري للذهب عند 1985.30 دولار للأوقية، ونزل الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 0.1 بالمئة إلى 1996.20 دولارا.
وقال كريج إيرلام، كبير محللي الأسواق في وساطة التداول عبر الإنترنت، أواندا، إنه مع اقتراب عوائد سندات الخزانة الأمريكية من أعلى مستوياتها في 16 عاما واستمرار أداء الدولار بشكل جيد، ارتفع الذهب "لذا ليس هناك شك في أنه يعمل كملاذ آمن".
ونفذت القوات الإسرائيلية أكبر هجوم بري لها في غزة خلال حربها مع حماس يوم الخميس، في حين تعرضت بلدات مصرية على البحر الأحمر لصاروخين يوم الجمعة، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص، مما يظهر خطر امتداد الصراع الإقليمي بين إسرائيل وحماس.
وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية لدى كابيتال .كوم: "ستكون أسعار الذهب أحد عوامل الصراع بين إسرائيل وحماس طالما أن الأمور معرضة لخطر التصعيد".
وربح الذهب في المعاملات الفورية نحو 8.5 بالمئة أو أكثر من 150 دولارا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر بفعل المخاوف من تصاعد الصراع، لكن التوقعات المستمرة ببقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول أبقت الأسعار أقل من المستوى النفسي الرئيس البالغ 2000 دولار الذي تم اختراقه آخر مرة في مايو من هذا العام.
ويقدر المحللون في كومرتس بنك أن سعر الذهب سيصل إلى 2000 دولار في المستقبل القريب، في ظل "الوضع المتوتر في الشرق الأوسط"، وينصب تركيز المستثمرين أيضًا على مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم للحصول على إشارات حول ما يمكن توقعه من اجتماع السياسة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل.
وقال إيرلام: "مع هذا السرد الأعلى لفترة أطول والذي تمسك به بنك الاحتياطي الفيدرالي، نحتاج إلى رؤية المزيد من التقدم في أرقام التضخم مثل نفقات الاستهلاك الشخصي". وفي المعادن الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 22.85 دولارا للأوقية، وصعد البلاتين 0.5 % إلى 904.33 دولارات، وربح البلاديوم 0.1 % إلى 1134.67 دولارا.
وقالت انفيستنق دوت كوم، ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة وكانت قريبة من المستوى الرئيسي 2000 دولار للأونصة، حيث أدت التقارير التي تفيد بأن الجيش الأمريكي ضرب أهدافًا مرتبطة بإيران في سورية إلى تحفيز الاندفاع المتجدد نحو أصول الملاذ الآمن.
وقال البنتاغون يوم الخميس إن الضربات، التي استهدفت منشأتين في شرق سوريا، جاءت ردا على الهجمات الأخيرة على القوات الأمريكية في العراق وسورية، وقال البنتاغون أيضًا إن الهجمات على القوات الأمريكية زادت منذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس في وقت سابق من هذا الشهر.
وأثارت هذه الأخبار مخاوف بشأن تصعيد أوسع نطاقا في الصراع في الشرق الأوسط، وهو ما قد يجذب المزيد من القوى العربية، وهذا بدوره أدى إلى الاندفاع نحو الملاذات الآمنة التقليدية.
وكانت المخاوف من تصعيد الحرب بين إسرائيل وحماس المحرك الرئيس لمكاسب الذهب هذا الشهر، مما وضع المعدن الأصفر عند أعلى مستوى له منذ أكثر من خمسة أشهر في وقت سابق من شهر أكتوبر.
لكن المزيد من المكاسب في المعدن الأصفر تم إعاقتها بسبب قوة الدولار وعوائد سندات الخزانة، مع استعداد الأسواق لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، وبينما من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة ثابتة، فمن المتوقع أيضًا أن يكرر خططه لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
ولكن قبل ذلك، من المقرر قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي - مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي - في وقت لاحق يوم الجمعة، وإن أي علامات على وجود تضخم ثابت في الولايات المتحدة تعطي بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الزخم لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، وهو ما يبشر بدوره بالسوء بالنسبة للأصول التي لا تدر عائدًا مثل الذهب.
كما أن علامات المرونة في الاقتصاد الأمريكي، في أعقاب بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع للربع الثالث، تمنح بنك الاحتياطي الفيدرالي مساحة أكبر لإبقاء أسعار الفائدة أعلى. واستقر الدولار يوم الجمعة، ومن المقرر أن يضيف 0.4 % للأسبوع الماضي.
ومن بين المعادن الصناعية، ارتفعت أسعار النحاس بشكل طفيف يوم الجمعة، لتواصل انتعاشها من أدنى مستوياتها في أكثر من خمسة أشهر، حيث أظهرت البيانات بعض التحسن في الاقتصاد الصيني. وارتفعت العقود الآجلة للنحاس 0.3 % إلى 3.6022 دولارات للرطل، كما ارتفعت 1.1 % خلال الأسبوع.
وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن الأرباح الصناعية في الصين تحسنت بشكل هامشي في العام حتى سبتمبر، حيث انخفضت بنسبة 9 ٪ في هذه الفترة بعد انخفاض بنسبة 11 ٪ في العام حتى أغسطس. كما شجعت أسعار النحاس أيضًا بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي التي جاءت أفضل من المتوقع في الربع الثالث.
وقال يب جون رونغ استراتيجي السوق لدى منصة آي جي، وصلت أسعار المعادن الثمينة يوم الجمعة إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف شهر مايو، وارتفعت بنسبة 9 في المئة تقريبًا خلال الأسبوعين الماضيين مع اندفاع المستثمرين للاستثمار في الملاذ الآمن على خلفية تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأضاف رونغ: "كانت أسعار الذهب تعتمد على تدفقات الملاذ الآمن من صراع الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، ويبدو أن التركيز على المساعدات الإنسانية وتأمين إطلاق سراح الرهائن يشير إلى أن الغزو البري المحتمل من إسرائيل يمكن أن ينتظر".
وقال رونغ: "قد يحتوي ذلك على مخاطر المزيد من التصعيد، على الأقل في الوقت الحالي، مما قد يؤدي إلى بعض التراجع في الأسعار على المدى القريب، على الرغم من أن أي تصعيد للصراع يمكن أن يجدد الزخم بسهولة في الملاذ الآمن".
من ناحية أخرى، انخفضت أسعار الفضة بمقدار 200 روبية للكيلوغرام الواحد ليتداول عند 75100 روبية يوم الجمعة. وانخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 بالمئة إلى 23.23 دولارا للأوقية.
وفي الأسواق العالمية، تتبع الأسهم الآسيوية مسار العقود الآجلة الأمريكية نحو الارتفاع، وتحتفظ السندات بمكاسبها. واقتدت الأسهم الآسيوية بارتفاع العقود الآجلة في وول ستريت يوم الجمعة حيث قدمت أمازون بعض الدعم المرحب به في الأرباح، بينما تمكنت السندات من الحفاظ على الارتفاع وسط مؤشرات على انحسار التضخم في الولايات المتحدة.
وكانت كل الأنظار متجهة نحو البيانات الأمريكية في وقت لاحق من الجلسة والتي قد تظهر نمو التضخم الأساسي بنسبة 0.3 ٪ في سبتمبر على أساس شهري، مما دفع المعدل السنوي للانخفاض إلى 3.7 ٪ من 3.9 ٪ قبل شهر.
وبين عشية وضحاها، ترك البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير كما كان متوقعا، مما دفع اليورو لفترة وجيزة إلى أدنى مستوى له في أسبوعين. ويتداول الدولار فوق المستوى الحرج البالغ 150 يناً، مع ترقب المتداولين لأي إشارات للتدخل قبيل اجتماع بنك اليابان بشأن السياسة النقدية يوم الثلاثاء.
وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4 % بينما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.7 %، مدفوعة بقفزة بنسبة 5 % في أسهم أمازون في تعاملات ما بعد ساعات العمل. وفي بيان بعد إغلاق الولايات المتحدة، توقع عملاق التكنولوجيا ارتفاع مبيعات موسم العطلات واستقرار أعماله السحابية.
وارتفع مؤشر "إم إس سي آي" الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.6 ٪ يوم الجمعة بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له منذ 11 شهرًا قبل يوم واحد. ومع ذلك، فهو في طريقه لخسارة أسبوعية بنسبة 1.2 %. وارتفع مؤشر نيكي في طوكيو بنسبة 1 %، لكنه ظل منخفضاً بنسبة 1.2 % خلال الأسبوع. واستقرت الأسهم القيادية في الصين، في حين ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1 %. وأكدت البيانات الأمريكية خلال الليل مرونة الاقتصاد مع تراجع التضخم، مما عزز آمال الهبوط الناعم. ونما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 5 ٪ تقريبًا في الربع الثالث، ولكن من المتوقع حدوث تباطؤ من هنا.
وقال ناثانيال كيسي، استراتيجي الاستثمار في شركة إدارة الثروات إيفلين بارتنرز: "فاجأ الاقتصاد الأمريكي مرة أخرى في الاتجاه الصعودي مع تسارع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الربع الثالث من عام 2023". "ومع ذلك، مع استمرار ارتفاع العائدات الحقيقية في إضافة الضغط على الاقتصاد الحقيقي، فإن الضغط الناتج على الاستهلاك يجب أن يبدأ في كبح جماح الاقتصاد الأمريكي متجهًا إلى الأرباع المقبلة."
وكان هناك الكثير من الاهتمام على التضخم الأساسي، الذي انخفض بشكل كبير في الربع الأخير، مما غذى الآمال في أن نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية التي تتم مراقبتها عن كثب لشهر سبتمبر يوم الجمعة - المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم - من المرجح أن تكون مفاجئة على الجانب السلبي أيضًا.
وخفض بنك جولدمان ساكس توقعاته لنفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية الشهرية بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 0.27 % وتقديرات نفقات الاستهلاك الشخصي الرئيسية بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 0.33 %.
أظهرت أداة سي ام إي فيدتول، أن أي احتمال لرفع سعر الفائدة في نوفمبر قد تم القضاء عليه وقلص المتداولون رهاناتهم لرفع سعر الفائدة في ديسمبر إلى 19.8 ٪، مقارنة ب 29.3 ٪ في اليوم السابق. ومن المتوقع تخفيض أسعار الفائدة العام المقبل بنحو 70 نقطة أساس.
وارتفع العائد القياسي على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساس إلى 4.8657 ٪ بعد تراجعه بمقدار 10 نقاط أساس بين عشية وضحاها، وتجاوز 5 % يوم الاثنين للمرة الأولى منذ 16 عامًا.
وسجل الين أدنى مستوياته خلال عام عند 150.77 ين للدولار أثناء الليل وكان في أحدث تعاملات عند 150.31. ولم يكن بعيدًا عن أدنى مستوى خلال ثلاثة عقود عند 151.94 الذي وصل إليه في أكتوبر من العام الماضي والذي دفع السلطات اليابانية إلى التدخل في سوق العملات.