شهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد أمس الثلاثاء، جانبا من جلسات منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" بالرياض. وانطلقت فعاليات "مبادرة مستقبل الاستثمار" في نسختها السابعة أمس الثلاثاء، تحت عنوان "البوصلة الجديدة"، بمشاركة ما يقارب 6000 مشارك من أكثر من 90 دولة، و500 متحدث من قطاعات مختلفة من داخل وخارج المملكة، وتستمر على مدى ثلاثة أيام. الرئيس الكوري: 29 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين في مجالات الطاقة والدفاع وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد آتياس: "إن العالم اليوم يتطور بوتيرة غير مسبوقة، ومعه تتطور القيم ذاتها التي وجهت مجتمعاتنا لعدة قرون، مفيداً أن التحديات التي يواجهها الكوكب فيما يخص التغير المناخي والأزمات الصحية العالمية والصراعات تتطلب روحاً جماعية من التعاطف لإيجاد حلول تعود بالنفع على الجميع". الرميان: 70 % من الشركات ستتعامل مع تقنية واحدة من الذكاء الاصطناعي عام 2030 وأضاف ريتشارد آتياس: "من المهم أن يسعى الجميع للإسهام في مجتمعات تحتضن التنوع بجميع أشكاله، مع العمل على الإمكانات الكاملة للإبداع والابتكار البشري، نحو الوصول إلى الشمولية والتسامح"، مؤكداً أهمية السعي وراء المعرفة والتعليم التي تشكل المستقل في عصر التقدم التكنلوجي السريع، وتعزيز ثقافة تشجع الفضول والتفكير النقدي والسلام. وبين أن العالم اليوم يجب عليه العمل بوتيرة متسارعة لا سيما فيما يتعلق بالتكنلوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الوراثية، مع ضرورة إنشاء أطر أخلاقية قوية تحمي حقوق الإنسان والخصوصية والكرامة، التي ستضمن قيم الشفافية وتسخير هذه التكنلوجيا لصالح الجميع. وأفاد آتياس أن مستقبل القيم الإنسانية يحتضن التعاطف والشمول والتسامح والمعرفة والأخلاق والسلام، منوهًا بأهمية إدراك المسؤوليات المشتركة في رعاية الكوكب، داعيًا الجميع إلى التمسك بهذه القيم كونها البوصلة التي توجه نحو مستقبل أكثر إشراقاً وانصافاً واستدامة للجميع للتأثير على البشرية، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار. من جانبه، أكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ياسر بن عثمان الرميان في افتتاح المبادرة، أن الواقع يعكس أهمية موضوع مبادرة مستقبل الاستثمار "البوصلة الجديدة"، منوهاً بالتفاعلية لتطوير إستراتيجية جديدة لفهم أكبر التحديات في هذا العصر، وكذلك المستقبل الذي يعتمد على أمل الإنسانية. وبين أن النسخة السابقة لمبادرة مستقبل الاستثمار ركزت على احتياجات ومتطلبات الأفراد في مختلف التنوعات الديموغرافية، مفيدًا أن النسخة الحالية تتحدث عن مستقبل الاستثمار وأهم أولوياتنا. وتطرق الرميان إلى الظروف التي يشهدها العالم والجهود التي يبذلها الجميع في تحفيز مستقبل الاستثمار وتحفيز الاقتصاديات والمجتمعات لإيجاد نظام عالمي مستقر ومستدام. وقال الرميان: "إن المصارف المركزية وضعت سياسات رصد ومراقبة للحد من التضخم العالمي، والحكومات وشركات القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم تتأقلم مع هذا الواقع الجديد. مشيرا: "أن الشركات لا يمكنها تحمل نفس النفقات والمصاريف التي تحملتها في الماضي، منوهاً بأهمية وضع أولويات للشركات تركيز على الابتكار والتقنيات. ولفت النظر إلى التطورات الهائلة التي تشهدها قطاعات التقنية في فترة وجيزة، وأهم هذه القوى "الذكاء الاصطناعي"، الذي قد يزيد الناتج العالمي بنسبة 14% وله القدرة على إيجاد مجتمعات أكثر شمولية ونموذج مستدام للتنمية، مبيناً أهمية التعاون الدولي لتقديم التشريعات، وتطوير الصناعات الحيوية مثل الصحة والسياحة والتصنيع والطاقة المتجددة وأمن العامة. وأفاد أن الذكاء الاصطناعي يؤثر على التجارة العالمية بطرق متعددة، متوقعاً أن 70 % من الشركات ستتعامل على الأقل مع نوع واحد من تقنية الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. وقال "العديد سيستفيدون من الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية إذا لم يكن الأمر الآن، وكقادة للأعمال التجارية لا بد أن نكون على درجة من العملية، وأيضاً مع تنامي الذكاء الاصطناعي يزداد استهلاكنا للطاقة، حيث إن القدرات المحوسبة التي نحتاجها لتعلم الآلات والذكاء الاصطناعي ضخمة وهائلة وفي تزايد مستمر، فعلى سبيل المثال أن الاستهلاك اليومي للطاقة لدعم برنامج شات جي بي تي تقدر ب564 ميغاوات في الساعة وهذا مطابق للطاقة المستهلكة من 26 ألف منزل أمريكي في السنة. وتطرق إلى فائدة استخدام الذكاء الاصطناعي ودوره في تمكين التحول في الطاقة مع موارد متاحة مثل المشاريع التي تقوم بها أرامكو، ومنها دعم التحول في الطاقة مثل تطوير أنواع جديدة من الوقود الذي تسهم في تقليل الانبعاثات في المحركات بأكثر من 70 % مقارنة بالوقود التقليدي. وعبر عن فخره بأن المملكة تقود حراكاً لإيجاد حلولٍ في تقليل الانبعاثات لمواجهة أكبر التحديات في العالم، مشيداً بمتانة الاقتصاد السعودي الذي شهد تنامياً بلغ 8.7 % في الناتج الإجمالي المحلي في العام 2022 وهو الأعلى بين دول مجموعة العشرين. وأفاد أن صندوق الاستثمارات العامة يشهده عهداً جديداً من النمو الاقتصادي والفرص الاقتصادية وفق رؤية السعودية 2030، فقد ركز على 13 قطاعاً لتحقيق التعددية وفرص جديدة، وأوجد 90 شركة جديدة في محفظته الاستثمارية، وأكثر من 560 ألف وظيفة، بهدف تحقيق الأثر الإيجابي محلياً وعالمياً. من جانبهم أكد الرئيس الكوري يون سوك يول، أن المملكة استطاعت أن تحول نفسها لتكون مركزًا للصناعات المتقدمة وهي مستعدة لذلك، موضحًا أن بلاده تتشارك الخبرة مع الرياض لتحقيق التجربة في وقت اقصر ضمن مساعي تحقيق هذا التعاون المتين، وأفصح عن بلوغ حجم التبادل التجاري بين كوريا والمملكة نحو 29 مليار دولار في مجالات الطاقة والدفاع وإنشاءات البنى التحتية. وقال يول إنه من خلال زيارته الحالية الى المملكة اتيحت له الفرصة لتعميق فهمه عن مشاريع الدولة، مبينًا أن لديه شعور بالشغف لمشروع "نيوم". مفيدًا أن الشركات الكورية استطاعت خلال ال60 سنة الماضية المشاركة في البنية التحتية للمملكة وقامت ببناء ثقة وشاركت في الصناعات المتسارعة أيضًا لتحقيق التعاون. وأبان الرئيس الكوري أن رؤية السعودية 2030 تمثل تحول وطني وأن بلاده تعتبر أهم شريك لإنجاح تطلعات الرياض في عدة جوانب منها الاقتصادية والثقافية وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى طموح المملكة في الوصول الى الحياد الكربوني والحراك المتعلق بالتغيير المناخي، مؤكدًا أن سيؤول ستقوي استثماراتها في تلك القطاعات وفق خطط المملكة. وأضاف الرئيس الكوري أن المملكة كانت أوائل الدول التي وثقت في إمكانات سيؤول وسيكون هناك تبادل تقني اكثر بين الدولتين في الفترة المقبلة، وأن التعاون الاقتصادي عادة ما تدفعه العلاقات بين رجال الأعمال والشركات، مشددًا على ضرورة العمل نحو زيادة التقارب وتقديم كافة التسهيلات. من جهة أخرى التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أمس، فخامة الرئيس وليام روتو رئيس جمهورية كينيا، وذلك على هامش انعقاد منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار. وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص التعاون المشترك في مختلف المجالات. حضر اللقاء معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومعالي وزير السياحة الأستاذ أحمد الخطيب، ومعالي وزير المالية الأستاذ محمد الجدعان، ومعالي رئيس الاستخبارات العامة الأستاذ خالد الحميدان، ومعالي المستشار بالديوان الملكي الأستاذ أحمد قطان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كينيا خالد السلمان. ياسر الرميان