انطلقت في العاصمة الرياض أمس، أعمال المؤتمر السنوي للأبحاث السريرية الذي ينظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث على مدى يومين، تحت شعار تناغم النظام البيئي، وذلك بحضور معالي الرئيس التنفيذي للمستشفى الدكتور ماجد الفياض. ويأتي المؤتمر متزامنًا مع التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة في قطاع الرعاية الصحية، ومتوائمًا مع التطلعات والأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار للمملكة، حيث تستهدف إنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على القطاع، مما يشير إلى فرص واعدة لإعادة بناء وتعزيز وابتكار نظام الرعاية الصحية. ومنذ تأسيس المستشفى في عام 1975م، والأبحاث جزء لا يتجزأ من رؤيته، وصولًا إلى إنشاء وحدة التجارب السريرية قبل ثلاث سنوات، والتي تطورت لاحقًا لتصبح قطاع تحول الأبحاث السريرية، ويفخر «التخصصي» بإجراء 210 بحوث سريرية خلال العامين الماضيين بمشاركة أكثر من 1000 مريض، ووضع مستهدفات جديدة من شأنها تعزيز مكانة المستشفى مركزً رائدًا عالميًا. ويشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء في مجال البحث العلمي من الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا وأستراليا، من ضمنها مركز ديوك البحثي، والمدير التنفيذي لمبادرة التحول للأبحاث السريرية بالولاياتالمتحدةالأمريكية والمراكز العلمية التابعة لهارفارد، ومستشفى ماسيشيوتس الطبي، بالإضافة إلى رواد الأبحاث في المملكة، ومحليًّا تشارك هيئة الغذاء والدواء، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والمعهد السعودي لأبحاث الصحة في المؤتمر بوصفهم شركاء علميين. ويهدف المؤتمر إلى تقديم خارطة طريق إستراتيجية تتوافق مع التطلعات والأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار في المملكة العربية السعودية. ويسعى إلى إنشاء أرضية مشتركة بين العديد من الجهات المعنية؛ لتعزيز البنية التحتية ومواءمة المنظومة الوطنية لإجراء الأبحاث السريرية ضمن نهج يضع المريض على رأس أولوياته. وتضم أعمال المؤتمر عددًا من الجلسات الحوارية وورش العمل التي تناقش موضوعات مختلفة تتصل بتطوير بيئة الأبحاث السريرية في المملكة والعالم، من بينها فهم النظام البيئي للتجارب السريرية في «التخصصي» والمملكة، والربط بين البحث والممارسة الطبية. وسيتطرق المؤتمر إلى مجالات علمية ذات علاقة وثيقة بالأبحاث السريرية، كالبحث في مجال علم الجينوم، وتطورات العلاج الجيني والعلاج الخلوي وعلوم الخلايا الجذعية، والطب التجديدي، والعلاج المناعي، مع مناقشته لمجال اقتصاديات الأبحاث السريرية وتأثيرها على الناتج المحلي الإجمالي. وتستعرض أعمال المؤتمر الاتجاهات الحديثة في التحليلات الإحصائية للبحوث السريرية، وإستراتيجيات تصميم وتنفيذ الأبحاث السريرية، مما يمثل فرصة لجميع الأطباء والباحثين والممارسين في مجال الرعاية الصحية لتعزيز الفهم والممارسة، وتبادل الخبرات والمعارف حول أحدث التطورات في المجال. ويُعدّ مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، من بين الأبرز عالميًّا في تقديم الرعاية الصحية التخصصية ورائدًا في الابتكار، ومركزًا متقدمًا في البحوث والتعليم الطبي، كما يسعى لتطوير التقنيات الطبية والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية على مستوى العالم، وذلك بالشراكة مع كبار المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، لتحقيق خدمة عالمية المستوى في المجالات السريرية والبحثية والتعليمية.