لم يكن فوز باكستان 1-صفر على كمبوديا في تصفيات كأس العالم لكرة القدم هذا الأسبوع حدثا ملحوظا في عالم اللعبة الشعبية، لكن أهميته للمنتخب الوطني جعلت المدرب ستيفن كونستانتين يقول إنه لم ير مثل هذا العدد من الرجال البالغين يبكون من قبل. وضمن هدف لاعب خط وسط كوينز بارك رينجرز السابق هارون حميد في الدقيقة 67 بمباراة الإياب تأهل باكستان إلى الدور الثاني في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 بالفوز في مجموع المباراتين بعد تعادلها سلبيا في فنومبينه. كان هذا أول فوز لباكستان على الإطلاق في تصفيات كأس العالم وأول فوز دولي لمنتخبها في أي مناسبة منذ 2018، وأطلقت النتيجة شرارة احتفالات في ملعب جناح الرياضي في إسلام أباد. وتولى الإنجليزي كونستانتين مسؤولية تدريب باكستان في أواخر سبتمبر أيلول فقط، وأسندت إليه مهمة إنهاء سلسلة هزائم في 13 مباراة بتشكيلة مكونة من لاعبين محليين ومحترفين في الخارج، وبعضهم لم يخض أي مباراة رسمية منذ أشهر. وقال كونستانتين (61 عاما)، الذي درب من قبل منتخبات نيبال ومالاوي والسودان ورواندا والهند، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي. سي) "إنها أجواء لا تصدق هنا، لم أر مثل هذا العدد من الرجال البالغين يبكون طيلة حياتي". وأضاف "إنه حدث جلل، هذه هي المرة الأولى في تاريخهم الممتد 75 عاما التي يتأهلون فيها للدور الثاني، ولم يفز الفريق منذ 2018 وكانت أول مباراة على أرضهم منذ ثماني سنوات ونصف. لقد كانت لحظة عاطفية بشكل لا يصدق. "مضى على وجودي هنا ثلاثة أسابيع ونصف فقط. سعيد للغاية من أجل الناس واللاعبين وكرة القدم الباكستانية". تعد لعبة الكريكيت الرياضة الأكثر شعبية في باكستان إلى حد بعيد، وارتباط المواطنين بكرة القدم محدود للغاية مقارنة بها. وأوقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باكستان، التي تحتل المرتبة 197 عالميا، في أبريل نيسان 2021 لمدة 15 شهرا بسبب "تدخل غير مبرر من طرف ثالث" - وهو الإيقاف الثاني لها خلال أربع سنوات. وقال كونستانتين "ليس لدينا كرة قدم منتظمة، نصفهم لديهم وظائف بدوام جزئي... وهذا يجعل النتيجة المزدوجة أمرا مذهلا أكثر. وبعضهم لم يلعب منذ أشهر". وستخوض باكستان الآن مباريات أمام فرق آسيوية من الصف الأول وهي السعودية وطاجيكستان والأردن في الدور الثاني الذي يبدأ في نوفمبر تشرين الثاني، على الرغم من أن كونستانتين لا يعرف إذا كان سيبقى في منصبه لأن عقده قصير الأجل.