الحضارة والتاريخ، عبق الحياة وأصالتها المتجذرة في أرض المملكة، محمية «عروق بني معارض»، التي لا يسع متأملها إلا التفكر والتدبر في تفاصيلها، والتي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» كسابع موقع سعودي يُسجل في هذه القائمة، وأول موقع للتراث العالمي الطبيعي على أراضيها، إذ تُشكل الصحراء الرملية الوحيدة المتصلة في آسيا الاستوائية؛ مما جعلها محميةً استثنائيةً جغرافياً وبيئياً وفطرياً. ومن بين رمالها وفي ثنايا كثبانها الطبيعية تنتشي الأرض -التي تقع على طول الحافة الغربية للربع الخالي- بطبيعتها الفريدة، والتي تُقدر مساحتها ب12.750 كيلومتراً مربعاً، وتضم جزءاً من جبل طويق والشعب وسهول الحصى، وتقع عروقها الحمراء موازية لبعضها بعض، ويصل ارتفاعها إلى 150 متراً، وتُنسب «عروق بني معارض» إلى كثبانها الرملية النادرة «العروق» المنتشرة على اتساع مساحتها، والتي استوفت معايير التراث العالمي بوصفها صحراء رملية تشكل منظراً بانورامياً فريداً على مستوى العالم. وعلى الرغم من أن هذه المحمية تُعد من أقسى البيئات على كوكب الأرض إضافة إلى صعوبة مناخها، إلا أنها تتمتع بمناظر طبيعية متنوعة تشمل جبالاً وودياناً ومستنقعات، وتُعد هذه المناظر الطبيعية موطناً للعديد من الكائنات الحية المهددة بالانقراض كالظباء الجبلية والرملية، والنمور، والغزال العربي؛ والمها العربي الذي أُطلق منه 149 بين عامي 1995 و2013، ويُقدَّر عددها في عام 2013 ب500 تكاثرت طبيعياً في البيئة المحمية، لتكون بذلك أغنى منطقة معروفة من الناحية الأحيائية في الربع الخالي؛ وقد حرصت المملكة على توثيقها وتوظيفها ثقافياً وسياحياً. محمية «عروق بني معارض» موطن التنوع البيئي والفطري، ومحط الثروة والاستثمار المستدام، أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي في «اليونسكو»؛ امتداداً لجهود المملكة في حماية أنظمتها البيئية الطبيعية والمحافظة عليها، وسبباً في إظهار عالمية الموقع والهوية الاستثنائية التي يتمتع بها، واعترافاً بقيمتها وأصالتها وتفردها كأكبر بحر رملي متواصل على سطح الأرض. ويعكس هذا الإدراج الوطني الشراكة بين وزارة الثقافة، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، وهيئة التراث، وذلك ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030؛ المتمثل في وصول عدد المواقع السعودية المدرجة في قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي إلى الضعف؛ لتُصبح محمية «عروق بني معارض» الموقع الطبيعي الأول في المملكة، والموقع السابع بعد ستة مواقع سعودية مسجلة، وهي: واحة الأحساء، وحي الطريف في الدرعية، وموقع الحِجر الأثري، ومنطقة حمى الثقافية، وجدة التاريخية، والفنون الصخرية في منطقة حائل.