23 سبتمبر وفي كل عامٍ تتجدد المحبة وتعلو المكانة ويزداد الشعور حباً وإخاء وعطاء تجاه من لأجله نضحي ولأرضه نبني وتحت سمائه نحمي؛ فهو المقصود بالتضحية والموعود بالتزكية والمحضون بين الأدعية. دار بالتوحيد توحدت وبالإنجاز تقدمت وبالقوة تمكنت. أكتب باعتزاز، وأفتخر بالإنجاز، وحق لي هذا الفخر؛ لأني وليدة وابنة لهذا الوطن الغالي. فها نحن الآن نعيش أجمل وأعظم حدث سنوي؛ وهو اليوم الوطني السعودي العظيم الثالث والتسعين، في ظل أبينا ومليكنا؛ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- وسمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه-. إن حب الوطن وإخلاص الفرد له هو شعور فطري مرتبط بالدين تأكيداً وبصيرة وعاطفة تنبع من النفوس السوية، فهو حب يقره الشرع الحنيف ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة لمّا خرج عليه الصلاة والسلام من الغار ليلاً مهاجراً إلى المدينة من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة وإلى مولده ومولد آبائه. فأنزل الله عليه: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ» إلى مكة. ثم قال مخاطباً مكة: «ما أطيبك من بلد وما أحبك إلي»؛ نجد هنا شوق وحنان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى بلاده وحبه العظيم لها، وأجمل ما يتجلى به حب الوطن الدعاء له والذود عنه والتضحية له ولأهله، وحمايته من الأعداء وبنائه وتشييده واحترام قوانينه والإخلاص المطلق له، وتربية الناشئة على تحقيق وتعزيز مبدأ الوطنية وحب الوطن. فهو حدودي ووجهاتي واتجاهاتي، ولائي له ودمي دونه، وحياتي له الفداء.