نحتفل في مملكتنا العزيزة بيوم العزة لتوحيده على يد قائد الملحمة الملهمة، الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وفيه نستذكر ما منّ الله علينا في هذه البلاد المباركة من نعم كثيرة، وما تحقق لنا من منجزات عديدة تعجز كثير من الأمم عن تحقيقها لأوطانها وشعوبها في عقود من الزمن، ولنبرز في هذه المناسبة الغالية علينا جميعا كل معاني وصور الانتماء والاعتزاز والتقدير لمملكتنا الحبيبة بشكل راقٍ وصورة حضارية، ونجسد فيه كل قيم ومظاهر الولاء لقيادته الرشيدة بأصالة صادقة ومعهودة ووعي مسؤول وراسخ، ونجدد العهد والوعد ببذل المزيد من العمل والجهد والعطاء، ونؤكد مواصلة دورنا الفعال في رفعة مكانة الوطن وتمثيله خير تمثيل وإبرازه بالشكل الذي يليق باسمه ومكانته. نحتفل بهذا اليوم العزيز علينا جميعا لإن الدول ليس لها أن تبنى وتنهض وتتقدم وتنافس وتتصدر الصفوف إلا إذا حظيت بحكام أفذاذ يملكون رؤية واعية وخططا شاملة لمستقبل ومصير أوطانهم وشعوبهم، وإن من نعم الله التي تذكر فتشكر ما وهبه الله سبحانه وتعالى هذه البلاد المباركة على مر العهود من قيادة، كانت وما زالت وستظل -بمشيئة الله- تعمل بعزم وحكمة وحنكة من أجل الوطن والمواطن عبر مسايرة المرحلة بوعي ومواجهة التحديات بثبات، واستيعاب عميق للحاضر وتحولاته واستشراف للمستقبل ودواعيه، وإن ما جاد علينا به المولى جل في علاه في هذا العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين -أعزه الله- من حضور سياسي متفرد وثقل اقتصادي مؤثر ما هو إلا تأكيد أن المكانة المرموقة التي بلغها ويتبوؤها الوطن اليوم لم تأتِ صدفة، وتجسدها يوما بعد يوم الرؤية الواعدة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بغية تحقيق الريادة للوطن وضمان الرقي للمواطن. نحتفل في هذا الوطن العظيم بمكانته والكبير بقيادته والعزيز بشعبه لأن المشاريع الاقتصادية العديدة والمتلاحقة التي يشهدها الوطن يوما بعد يوم تؤكد بعد نظر القيادة الرشيدة وحرصها على بناء اقتصاد نوعي ومستدام وقادر على تلبية احتياجاته الاستراتيجية، وتحقيق طموحات أبنائه التنموية في رحلة تهدف لخلق بيئة تحفز على خلق الفرص الاقتصادية المتنوعة واستقطاب الاستثمارات النوعية والموازنة بينها وبين احتياجات خطط التنمية الشاملة بعدالة وشمولية، يدعمهما ما تتمتع به مملكتنا من مكانة سياسية رفيعة واستقرار أمني ملموس وحضور اقتصادي مؤثر وموقع جغرافي متميز وعلاقات دبلوماسية مستقرة مع الكافة، والتي بسببها استطاع الوطن في فترة وجيزة التحول إلى وجهة ومركز محوري للمال والأعمال والتجارة والاستثمار والسياحة والثقافة والترفيه والرياضة.