قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين: إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة، والتي كان آخرها استشهاد 6 مواطنين وإصابة العشرات بجروح متفاوتة منذ مساء الثلاثاء، رد إسرائيلي رسمي على الدعوات لإحياء عملية السلام في المنطقة. ودانت الخارجية في بيان صحفي وصل "الرياض" نسخة منه، جرائم الاحتلال في مخيم جنين، وغزة، وعقبة جبر بأريحا، مؤكدة أن الاحتلال يتعمد تحويل الأرض الفلسطينية إلى ما يشبه ساحة حرب، في الوقت الذي تُحمّل فيه الفلسطينيون المسؤولية عن التصعيد لإخفاء حجم الانتهاكات التي تُرتكب يومياً ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وأضافت أن إسرائيل تحاول تكريس الحلول العسكرية في التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني، بدلاً من الحلول السياسية التي تعبر عن حقوقنا الوطنية العادلة والمشروعة، وتخريب أية جهود دولية وإقليمية لتحقيق التهدئة كمقدمة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع. وأشارت الخارجية إلى أن اقتحامات الاحتلال واعتداءاته على أبناء الشعب الفلسطيني هي أوسع دعوة لتأجيج دوامة العنف، وتفجير ساحة الصراع. وطالبت، بموقف دولي لإجبار الاحتلال على وقف تصعيدها، مشيرة إلى أن إفلات إسرائيل المستمر من العقاب يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم. وتواصل قوات الاحتلال اقتحاماتها للمدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، وسط إطلاق نار كثيف واستهداف مباشر للمواطنين بالرصاص الحي، وإجراء عمليات دهم وتفتيش في المنازل الفلسطينية. واقتحمت قوات الاحتلال، مخيم عقبة جبر في أريحا، وأطلقت النار بكثافةٍ صوب المواطنين، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال. وشنت قوات الاحتلال، حملة مداهمات وتفتيش للمنازل خلال اقتحامها لمخيم عقبة جبر بأريحا. واستشهد الشاب ضرغام الأخرس (19 عاما) بعد إصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه جيش الاحتلال خلال عدوانه على مخيم عقبة جبر في أريحا. وانطلق موكب تشييع الشهيد ضرغام الأخرس من مستشفى أريحا الحكومي نحو مسقط رأسه بمخيم عقبة جبر. وارتقى الشاب عطا ياسر عطا موسى (29 عاماً) متأثراً بإصابات متعددة تعرض لها خلال عدوان الاحتلال على مخيم جنين مساء أمس. واقتحمت قوات الاحتلال، قرية جلبون شرق مدينة جنين، وأطلقت قنابل الصوت الغاز، صوب المواطنين ومنازلهم، كما اقتحمت قرية تل جنوب غرب نابلس وبلدة كفر نعمة غرب رام الله. وأجرت قوات الاحتلال عمليات بحث في محيط قرية كفر نعمة غرب رام الله، بعد إطلاق نار تجاه مستوطنة "سديه افرايم" المقامة على أراضي جبل الريسان المجاور للقرية. واستهدف الشباب الثائر البرج العسكري المقام على مدخل مخيم العروب شمال الخليل بالزجاجات الحارقة، في حين أصيبت مستوطنتان في إلقاء حجارة تجاه حافلة بغور الأردن. ونفذت قوات كبيرة من جيش الاحتلال حملة مداهمات واسعة في بلدة قطنة شمال غرب القدسالمحتلة. وانطلقت مسيرات من عدّة مناطق بالضفة الغربية إسنادًا لجنين، وسط دعواتٍ تضامنية ووقفات إسنادية. وكان ثلاثة شبان قد ارتقوا شهداء، وأصيب 30 آخرون برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم جنين مساء الثلاثاء. وتصدى مقاومون لقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم جنين مساء الثلاثاء، بعد تسلل قوة إسرائيلية خاصة ومحاصرة منزل في المخيم وسط اشتباكات عنيفة مع المقاومين. وأوضحت كتائب القسام أن مقاوميها اكتشفوا قوة إسرائيلية خاصة تسللت الى مخيم جنين، واشتبكوا معها مباشرة بالبنادق الرشاشة، وتفجير عدد من العبوات الناسفة شديدة الانفجار موقعة عدداً من الإصابات في صفوف قوات الاحتلال. وارتفعت حصيلة الشهداء منذ مساء الثلاثاء إلى 6، بينهم 4 شهداء في جنين، شهيد في قطاع غزة، شهيد في أريحا. والشهداء هم محمود عرعراوي (24 عامًا )، ومحمود السعدي (23 عامًا )، ورأفت خمايسة (22 عامًا)، الشاب ضرغام الأخرس (19 عاما)، عطا موسى (29 عاماً)، يوسف رضوان (25 عامًا). اعتقال 5200 مواطن قال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيليّ، تواصل التّصعيد من حملات الاعتقال بحقّ المواطنين، وذلك مع استمرار تصاعد العدوان على الشعب الفلسطيني، بما يرافقه من كثافة عالية للجرائم، وتصاعد الانتهاكات الممنهجة والثابتة بمستوياتها المختلفة، وذلك بهدف تقويض الحالة النضالية المتصاعدة والمتواصلة. وبيّن نادي الأسير في بيان صحفي وصل "الرياض" نسخة منه، أنّ حصيلة حالات الاعتقال التي وثقت منذ مطلع العام الجاري، بلغت أكثر من (5200) مواطن، من بينهم أكثر من (500) معتقل في جنين ومخيمها التي تتعرض لعدوان متواصل، وذلك مع استمرار تصاعد الحالة النضالية فيها. وكانت أعلى نسبة في عمليات الاعتقال، في شهر أبريل 2023، وبلغت في حينه أكثر من (900) حالة اعتقال، أما أعلى نسبة في عمليات الاعتقال في جنين كانت في شهر يوليو 2023، خلاله نفّذت قوات الاحتلال حملات اعتقال جماعية خلال العدوان الذي نفذته قوات الاحتلال على جنين ومخيمها، وبلغت (151) حالة. ويؤكّد نادي الأسير مجددًا على أنّ قوات الاحتلال، استخدمت كافة أنواع الأسلحة، والسّياسات الممنهجة للتّنكيل بالمعتقلين وعائلاتهم، هذا إلى جانب عمليات الإعدام الميداني التي نشهدها خلال عمليات الاعتقال، وتصاعد أعداد الجرحى المعتقلين نتيجة لعمليات إطلاق النار خلال حملات الاعتقال. ولفت نادي الأسير، إلى أنّ أكثر الفئات استهدافًا، هم عائلات الأسرى والشهداء، حيث يواصل الاحتلال انتهاج جريمة (العقاب الجماعيّ) بحقّهم، والتي تشكّل اليوم أبرز الجرائم الثابتة، وتستخدمها على نطاق واسع، وقد تمتد على مستوى بلدة ومخيم ومدينة، إلى جانب استهداف عائلات المقاومين، وترهيبهم، وتهديدهم، واعتقالهم، خاصّة أنّ أعداد المطاردين تصاعدت، مع تصاعد الحالة النضالية وسعي الفلسطيني لتقرير مصيره. وفي إطار هذه الجريمة يشير نادي الأسير، إلى أن الجريمة التي ارتكبت مساء أمس الثلاثاء في مخيم جنين، بحقّ المواطن المسنّ حسين أحمد زيدان (65 عامًا)، والذي اعتقلته قوات الاحتلال بهدف الضغط على أحد أبنائه لتسليم نفسه، وخلال اعتقاله تعرض لذبحة صدرية، ولاحقًا أفرجت قوات الاحتلال عنه؛ علمًا أنّ هذه الحالة هي من بين عشرات الحالات التي تعرضت فيها عائلات المقاومين والمعتقلين لجريمة (العقاب الجماعي) ولجملة من الجرائم الممنهجة، هذا عدا عن الاقتحامات، والمداهمات المستمرة لمنازلهم. ويشير نادي الأسير، إلى أن قوات الاحتلال صعّدت كذلك من عمليات التّخريب داخل منازل المعتقلين وعائلاتهم، بشكل ملحوظ؛ وامتدت عمليات التخريب على مستوى المخيمات، كما جرى في مخيم جنين، وطولكرم، فمن خلال شهادات العائلات فإن حجم الخسائر المادية في المنازل كبيرة جدًا، حيث تتعمد قوات الاحتلال تنفيذ عمليات تخريب واسعة، بهدف الانتقام، والتي تندرج أيضًا في سياق جريمة (العقاب الجماعيّ). ويبلغ عدد الأسرى اليوم في سجون الاحتلال نحو (5200) أسير، من بينهم (37) أسيرة، ونحو (170) طفلًا، فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين (1264)، بينهم (20) طفلًا، وأربع أسيرات.