من نيويورك، ترامتْ أخبار مبشرة، ليس للفلسطينيين وحدهم، بل لعموم المنطقة، بإطلاق جهود عربية أوروبية لإحياء عملية السلام المشلولة منذ ثلاثة عقود، على أن تستند هذه الجهود على المبادرة العربية للسلام التي أطلقتها المملكة، ودعم حل الدولتين، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، ومستقلة، ومتصلة الأراضي، على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967. المملكة استناداً إلى دورها القيادي في الدفاع عن قضايا الأمة العربية الإسلامية، ودعم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وامتداداً لمواقفها التاريخية حيال القضية الفلسطينية، سعت دوماً لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه السليبة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وعملت بدأب على قيادة جهود السلام، حيث أطلق الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- مبادرة في مؤتمر القمة العربي الثاني عشر في فاس خلال دورته الأولى عام 1981م، مثلت أول تحرك عربي واضح وصريح، لحل قضية الشرق الأوسط الأولى، تلتها بعد عقدين، مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله-، في القمة العربية التي عُقدت في شهر مارس 2002 في العاصمة اللبنانية بيروت، ومثلت هذه المبادرة رؤية عربية واقعية لسلام شامل وعادل في الشرق الأوسط، وقدمت خطة عملية وقابلة للتطبيق، وصولاً إلى حل الدولتين، مقابل تحقيق إنجاز كبير، بإنهاء النزاع العربي - الإسرائيلي، وتحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، وإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل. المبادرة العربية الأوربية لدعم جهود السلام، تمثل تأكيداً ضرورياً على مبدأ حل الدولتين، الذي سعت الحكومات الإسرائيلية المتتابعة لدفنه، وخلق واقع جديد على الأرض، ينهي آمال الفلسطينيين بدولة مستقلة وذات سيادة، وهي -أي المبادرة الأخيرة- تذكير بأثمان السلام، وثماره أيضاً، ولعل الإسرائيليين الذين يعيشون حالياً فترة اضطراب غير مسبوقة، يدركون الحقيقة التي أكدتها دروس التاريخ، وتفاصيل العقود المنصرمة، أن لا سلام واستقراراً ما لم يعش الشعب الفلسطيني كأي شعب آخر، حراً ومستقلاً وسيداً.