قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا على منصة إكس أمس الجمعة: إن أكثر من 38640 شخصا نزحوا في المناطق الأكثر نكبة في شمال شرق ليبيا بسبب العاصفة دانيال. وقالت المنظمة على موقعها على الإنترنت "أكثر من 5000 شخص في عداد القتلى، وتم تسجيل إجمالي 3922 وفاة في المستشفيات، وفقا لمصادر منظمة الصحة العالمية". من ناحية أخرى دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة أمس السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية بعد أن أظهر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من ألف شخص دفنوا بهذه الطريقة حتى الآن منذ وقوع الكارثة. وجرفت الفيضانات أحياء بأكملها في مدينة درنة بشرق ليبيا مساء الأحد بعد انهيار سدين، ولقي الآلاف حتفهم فيما بات آلاف آخرون في عداد المفقودين. وقال كازونوبو كوجيما المسؤول الطبي عن السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة في بيان مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر "نحث السلطات في المناطق المنكوبة بالمأساة على عدم التسرع في عمليات الدفن الجماعي أو حرق الجثث بشكل جماعي". ودعا البيان إلى تحسين إدارة عمليات الدفن لتكون في مقابر فردية محددة وموثقة بشكل جيد قائلا إن عمليات الدفن المتسرعة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد لذوي الضحايا بالإضافة إلى مشاكل اجتماعية وقانونية. وأضاف البيان أن جثث ضحايا الكوارث الطبيعية لا تشكل "على الإطلاق تقريبا" أي تهديد صحي، وأن الاستثناء هو وجود الجثث عند مصادر المياه العذبة أو بالقرب منها بسبب احتمال تسرب الفضلات منها. وذكر تقرير للأمم المتحدة نشر الخميس أن أكثر من ألف جثة في درنة وما يزيد على 100 جثة في البيضاء دفنت في مقابر جماعية بعد الفيضانات التي وقعت في 11 سبتمبر. كما قال بلال سبلوح مدير الطب الشرعي لمنطقة أفريقيا باللجنة الدولية للصليب الأحمر في مؤتمر صحفي في جنيف "الجثث متناثرة في الشوارع، أو تعيدها الأمواج إلى الشاطئ، أو مدفونة تحت المباني المنهارة والأنقاض، في غضون ساعتين فقط أحصى أحد زملائي أكثر من 200 جثة على الشاطئ بالقرب من درنة". وأضاف أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أرسلت شحنة جوية إلى بنغازي الجمعة تضم خمسة آلاف كيس للجثث. وحذر من أن الذخائر غير المنفجرة، المنتشرة في بعض أنحاء ليبيا، تشكل خطرا على المشاركين في انتشال جثث الضحايا. نداء عاجل أطلق مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وشركاؤه نداء عاجلا بقيمة 4ر71 مليون دولار يوم الخميس لتلبية الاحتياجات العاجلة لليبيين الذين يعانون من الفيضانات المدمرة. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على موقعه الإلكتروني إن الأموال مخصصة ل 250 ألف شخص مستهدفين من بين ما يقدر 884 ألف شخص يمكن أن يكونوا في حاجة إليها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. ويمكن أن يجري تحديث النداء العاجل بمجرد توفر معلومات إضافية. وأضاف المكتب أن الأشخاص البالغ عددهم نحو 900 ألف، في خمسة أقاليم من البلاد التي مزقتها الحرب ، "يعيشون في مناطق تضررت بشكل مباشر جراء العاصفة والفيضانات العارمة في ليبيا ولكن بدرجات متفاوتة". وتابع المكتب أن المناطق الأكثر تضررا هي درنة والبيضاء وسوسة والمرج وشحات وتاكنس وبطة وطلميثة وبرسيس وتوكرة والأبيار. ويتخذ الضحايا النازحون من المدارس والفنادق ملاجئ لهم. وأفاد العاملون في المجال الإنساني أن مستشفى البيضاء، الذي يخدم منطقة الجبل الأخضر بأكملها، قد غمرته المياه، مما دفع إلى إجلاء مرضى وحدة العناية المركزة إلى المستشفيات والعيادات الخاصة ونقل مرضى آخرين إلى أماكن أخرى في المنشأة. ومن جهة أخرى، ذكر برنامج الأغذية العالمي أنه بدأ تقديم مساعدات غذائية لأكثر من خمسة آلاف أسرة، نزحت بسبب الفيضانات. وقالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية للبرنامج في بيان إن "تلك الفيضانات المدمرة ضربت دولة، تعاني من أزمة سياسية عميقة ، تركت بالفعل الكثيرين في وضع بائس". وأضافت "إلى جانب الخسائر المأساوية في الأرواح، أصبحت آلاف الأسر في درنة الآن بلا طعام أو مأوى. برنامج الأغذية العالمي على الأرض، يدعم الجهود المحلية ويقدم مساعدات للأشخاص الأكثر احتياجا، وهم يحاولون الوقوف على أقدامهم مرة أخرى".