اختتم المركز السعودي للتحكيم التجاري مشاركته الأولى في نسخة هذا العام من «أسبوع الصين للتحكيم»، حيث عقد المركز في أثناء الأسبوع ندوتَيْن بمدينتَيْ بكينوشنغهاي، وتحدث وفده المشارك في عدد من الفعاليات الأخرى التي عُقِدت تحت مظلة الأسبوع، وذلك بهدف تعريف مجتمع الصناعة بتطورات التحكيم في المملكة، وتطورات أنشطة المركز لرفد التجارة والاستثمار بين الصين والمملكة وعموم منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بأحدث خدمات بدائل تسوية المنازعات. وكان المركز، على هامش مشاركته الأولى في نسخة هذا العام من «أسبوع الصين للتحكيم»، قد وَقّع مذكرة تفاهم مع مركز التحكيم الاقتصادي والتجاري الدولي الصيني (CIETAC)، وذلك في سياق تعزيز علاقاته الدولية مع كبرى مراكز التحكيم المرموقة على المستوى الدولي. وعقد المركز ندوته الأولى في السابع من شهر سبتمبر الجاري بشراكة واستضافة من سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية، بعنوان: «السعودية: ملاذ آمن للتحكيم الدولي». كما عقد ندوته الثانية في شنغهاي في الثامن من نفس الشهر، بالتعاون مع مركز شنغهاي للتحكيم، وبعنوان: «الحاضر والمستقبل: تطورات تسوية المنازعات التجارية في الصين والسعودية»، وتحدث في كلا الندوتَيْن سعادة رئيسه التنفيذي الدكتور حامد بن حسن ميرة، وسعادة عضو مجلس إدارة المركز البروفيسور جورج عفاكي، ورئيس تسوية المنازعات الأستاذ كريستيان ألبرتي، جنبًا إلى جنب نخبة من المحامين والخبراء والمحَكَّمين الصينيين والدوليين. وقدمت الندوتان عرضًا لأحدث تطورات منظومة التحكيم التجاري وبدائل تسوية المنازعات بالمملكة العربية السعودية، وموجزًا عن نتائج دراسة السوابق القضائية المتعلقة بالتحكيم التجاري في المملكة ومدى دعم القضاء السعودي للتحكيم وتواؤمه مع أفضل الممارسات الدولية، وكلمة رئيسة بعنوان: «طريق المحكم الدولي إلى التحكيم في المملكة العربية السعودية»، ألقاها البروفيسور عفاكي، بالإضافة إلى حلقتَيْ نقاش تطرقتا إلى العديد من تجارب التحكيم التجاري الصيني - السعودي في مجال المقاولات والقطاعات المالية والبنكية. وفي أثناء انعقاد الندوتين قال الدكتور ميرة: «يأتي انعقاد هاتَيْن الندوتَيْن وحضور المركز الفاعل في أسبوع الصين للتحكيم 2023 في ظل تنامي التجارة والاستثمار بين المملكة والصين خصوصًا ومنطقة الشرق الأوسط عمومًا؛ مما يجعل المركز أحد أهم خيارات تسوية المنازعات في هذه العقود والاتفاقيات النوعية؛ لكونه يجمع بين العالمية والتواؤم مع أفضل الممارسات، وتمام الاستقلال، مع كونه من المنطقة، ولديه العمق في فهم خصوصياتها واكتساب الثقة فيها». من جانبه، قال البروفيسور عفّاكي إن الفعاليتَيْن اللتَيْن نظمهما المركز في بكينوشنغهاي أظهرتا بجلاء التواؤُم الواضح بين «رؤية السعودية 2030» ومشروع «طريق الحرير الجديد» الصيني، في ظل تمتُّع المملكة والصين بالاستقرار السياسي، والقوة الاقتصادية، ما يعزز من فرص الشراكة الاستثمارية بين الدولتَيْن على صعيد الطاقة، والصناعة والمواصلات وغيرهما.