السعودية اليوم استحقت الريادة والتأثير في مجموعة العشرين؛ فمشروعها التطويري والإصلاحي الذي تبلورت معالمه بوضوح عبر أهداف رؤية 2030 عكس الاتجاه التنموي والريادة الدولية عبر المرور إلى المسار الدولي الذي لم يقتصر على جوانب محددة بل شمل كل المسارات.. مجموعة العشرين تتكون من عشرين دولة، تمثل 65 % من سكان العالم، بالإضافة إلى 84 % من الناتج المحلي للاقتصاد العالمي، وهي تستحوذ على 79 % من حجم التجارة العالمي، وتضم كل دول مجلس الأمن وكل دول مجموعة السبع وكل أعضاء مجموعة بريكس، وتعقد قمة مجموعة العشرين اجتماعاً سنوياً ورئاسة دورية بين الدول، المجموعة تركز على الاقتصاد بشكل عام بجانب اهتمامات تشمل التجارة وتغير المناخ والاستدامة التنموية والطاقة والبيئة وتغير المناخ ومكافحة الفساد، القمة الخامسة عشرة للمجموعة عقدت في المملكة العربية السعودية وكانت تحت شعار "تحقيق فرص القرن الحادي والعشرين من أجل الجميع"، وهي أول قمة افتراضية على الإطلاق في تاريخ مجموعة العشرين. السعودية تمتلك مقومات وجودها وتأثيرها في مجموعة العشرين سياسياً واقتصادياً، فالدور السعودي برز بشكل يصعب تجاوزه عبر التأثير المتزايد للسعودية على الخارطة السياسية والاقتصادية الدولية، وقد حملت رؤية السعودية 2030 ببرنامجها الضخم العنوان الأكبر للتحولات السعودية، فما يجري في السعودية ساهم في تقدير المكانة السعودية على المستوى الدولي وظهر أن السعودية برؤيتها طموحة في حسم وتحديد مستقبلها، اليوم يشاهد العالم السعودية وهي تؤدي دورها كلاعب رئيس في واحدة من أكبر التكتلات الاقتصادية والسياسية في العالم مجموعة العشرين، وعندما استضافت السعودية القمة الخامسة عشرة عملت منذ ذلك الوقت بقيادة سمو ولي العهد على التحقق من التكامل في تحقيق مستهدفات قمة الرياض وربطها بشكل دقيق مع مستهدفات ومحاور ومسارات قمم مجموعة العشرين التالية وتحقيق الالتزام بها. السعودية اليوم وبعد إطلاق رؤية 2030 تتوافق وبشكل مباشر مع أهداف مجموعة العشرين الدول الأكثر تطوراً في العالم، فالسعودية تاريخياً وبحكم مكانتها الاقتصادية وقيادتها للدول المصدرة للطاقة لعبت دوراً أساسياً في تحقيق الاستقرار الاقتصادي الدولي، وعندما جاءت الرؤية السعودية إلى الواقع ساهمت في تعزيز التنمية المستدامة وتمكين المرأة وتعزيز رأس المال البشري وجذب الاستثمارات، وكلها أهداف تصب في ذات الاتجاه الذي تسعى إليه مجموعة العشرين، ولهذه الأسباب شكل الحضور السعودي برئاسة سمو ولي العهد متغيراً مهماً في هذه المجموعة عكس مكانة القيادة السعودية ممثلة بسمو ولي العهد الذي شكل وجوده في هذه القمة محور اهتمام وتقدير وإعجاب بتلك التحولات التي حققتها السعودية، وهي لاعب رئيس في مجموعة العشرين وتمتلك الكثير من المفاتيح السياسية والاقتصادية دولياً. القمة الثامنة عشرة في الهند شكلت امتداداً للقمم السابقة، وقد لعبت المملكة دوراً قيادياً ومؤثراً خلال رئاستها للقمة الخامسة عشرة التي عقدت في الرياض، حيث استندت أولويات القمة الثامنة عشرة في نيودلهي إلى العديد من مخرجات سنة رئاسة المملكة، فالمملكة لعبت دوراً مهماً في تحقيق مستهدفات حماية البيئة ضمن أولويات الرئاسة الهندية لدول مجموعة العشرين، وذلك من خلال إطلاق العديد من البرامج والمبادرات الإقليمية والدولية أبرزها مبادرتا السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، أما الجانب الثقافي والحفاظ على التراث ودعم الثقافة فقد لعبت السعودية دوراً بارزاً ممن خلال استحداث المسار الثقافي والذي اعتمد بشكل مباشر ليكون ضمن مسارات قمة العشرين سنوياً. على الجانب الآخر عملت السعودية على تقديم نموذجها الفريد لتحقيق التحول التقني والبنية التحتية الرقمية لما لها من دور حيوي وبارز في تقدم الدول وازدهارها والسعودية من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث حققت خلال السنوات الماضية مواقع متقدمة في المؤشرات العالمية للتحول الرقمي وجودة الحياة وجودة البنية التحتية الرقمية. السعودية عملت خلال السنوات الماضية على مسار تمكين المرأة السعودية التي كانت من مستهدفات رؤية 2030، وهذا ما شكل أيضاً موضوعاً حيوياً اتخذته قمة الهند من خلال دعم عمليات قضايا المرأة وتمكينها في العملية التنموية، وقد كانت رؤية المملكة أحد المنطلقات الرئيسة لتطبيق الإصلاحات التشريعية ووضع القواعد والإصلاحات التي تكفل تكافؤ الفرص بين الجنسين ليتسنى للمرأة المساهمة في جهود بناء الدولة وتطويرها نحو الأفضل بمشاركة مجتمعية متعادلة. السعودية اليوم استحقت الريادة والتأثير في مجموعة العشرين فمشروعها التطويري والإصلاحي الذي تبلورت معالمه بوضوح عبر أهداف رؤية 2030 عكس الاتجاه التنموي والريادة الدولية عبر المرور إلى المسار الدولي الذي لم يقتصر على جوانب محددة بل شمل كل المسارات، فالسعودية كما هو معروف عضو دولي نشيط في التجمعات المؤثرة الإقليمية والدولية وهذا ما منحها قوة التأثير فهي عامل مشترك وفاعل في كل التجمعات الدولية سواء في المنظمات الإقليمية أو الدولية، فالسعودية عضو في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ومؤسس رئيس في منظمة التعاون الإسلامي.