أيام وتحل علينا مناسبة وطنية كبرى (اليوم الوطني السعودي 93)، يوم يتذكر فيه بناء هذا الكيان وتوحيد هذه الأمة السعودية، واجتماع كلمتها، وائتلافها وانتظامها تحت راية واحدة، وهي راية المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، فقد انتظمت البلدان وامتزجت في كيان واحد وتحت حكم واحد وكلمة واحدة، ومُنعَت أسباب الفرق والاختلاف بين الناس، والناس متساوون في الحقوق والمعاملة، والولاء للدولة هو الأساس. في اليوم الوطني نتذكر التضحيات التي قدمها المؤسس -رحمه الله- بذل نفسه وحياته ليقيم هذه الدولة، ويعتلي بهذه الأرض إلى المجد، ويرتقي بها وبأهلها إلى مراقي النهضة والحضارة. لقد سعى المؤسس -رحمه الله- جاهداً إلى صناعة الإنسان السعودي، ورسم طريق نهضته وعزته، متحملاً المشاق والعقبات الكبيرة التي تعترض طريقه، لكنه الرجل المؤمن بالله المتوكل على الله، عقد عزمه على الخير وحزم أمره في بناء الدولة وتوحيدها، فتحقق المراد وحصلت الثمرة بتوحيدها وتسميتها بالمملكة العربية السعودية. إن مما يجدر ذكره أن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كان من أسرة معروفة مألوفة بين الناس، ولم يجتمع أمر الجزيرة العربية بعد نهاية الدولة العباسية في كيان واحد إلا على يد أسرة آل سعود، وهذا فضل من الله ومنة على هذه البلاد، ولذلك فقد أعطى الناس في الجملة بيعتهم للملك عبدالعزيز -رحمه الله- مدركين هذه الميزة لهذه الأسرة المباركة في أن الله جعلهم سبباً في اجتماع كلمة أهل الجزيرة العربية ونبذ تفرقهم وتمزقهم، وانتشالهم من الضعف والجهل، إلى مراقي الرقي الحضاري. إن النهضة المستمرة التي تعيشها المملكة في الوقت الحاضر، والعمل الدؤوب المستمر للارتقاء في كافة المجالات بما ينعكس جودة على الحياة الإنسانية على من في هذا الوطن، لم يكن وليدة اللحظة ومحض الصدفة، وإنما كان بتوفيق من الله ثم توحيد هذ الكيان وانضوائه تحت راية هذه الأسرة المباركة، وهو ما يجعلنا في هذا اليوم الوطني نتذكر ذلك فيزداد فخرنا وتماسكنا واجتماعنا ومحبتنا لوطننا الغالي.