أتفق فائزون بجوائز مسابقة «الإبداع الأدبي» التي تقيمها هيئة الأدب والنشر والترجمة؛ على الثراء المعرفي والثقافي الذي استمدوه خلال مشاركتهم، مُبيِّنين الأساليب المختلفة التي تلقّنوا بواسطتها التنوع المعلوماتي المؤثر على مواهبهم وإمكاناتهم الإبداعية، ومُفصِحين عن سرورهم باكتساب الثقة والمضي قدماً في تجربةٍ تُمهِّد لهم الانطلاق في مسيرة رصينة. "تحدي الأصدقاء" أوضح الفائز بالمركز الثاني في مسار الشعر النبطي جايز الدوسري بأن المسابقة كانت بمثابة مضمار أتاح له التنافس مع زملائه وأصدقائه الشعراء، كانت بدايته من المعسكر التدريبي مروراً بمرحلة التصويت وانتهاءً بحفل الختام والتتويج. مشيراً إلى النتائج الإيجابية التي انعكست على الجميع بعد النصائح الثمينة التي تلقَّوها من لجنة التحكيم والقامات الأدبية والموهوبين. ويرى الدوسري أن البيئة الشعرية تُحرّض الإنسان على خطّ القلم، حيث اكتشف موهبته قبل خمس سنوات، ونمّاها عبر القراءة في شتى المجالات، بالإضافة إلى الاستماع إلى القصائد. "تحفيز الأب" ووصف الفائز بالمركز الثالث في مسار الشعر النبطي نايف الجهني المسابقة بالمحفِّزة، وذلك بعد أن عاد عليه المعسكر التدريبي بالنفع من خلال الدروس الإيجابية، خصوصاً ورش العمل، التي أتاحت لهم الالتقاء بهاماتٍ شعرية، ليلاحظ بأن روح الكتابة بداخله أصبحت أكثر عنفواناً ونشاطاً، كما ظفر بمجموعة من المعلومات الهائلة، أثْرَت تجربته الشخصية وأعطته المزيد من القوة والثقة في نفسه. وأفصح الجهني عن حبه للشعر، وحفظِه للعديد من القصائد منذ صغره، إلا أنّ موقفاً حدث له آنذاك استفزّه، وذلك حين تحدّاه والده أن يُلقي شعراً من كتابته، رغم أنه لم يَنظِم الشعر حينها، وهو ما حفّزه لذلك، واستطاع أن يقوِّيَ قدراته بإدراك الوزن والقافية والمعنى، علاوةً على القراءة المستمرة والحفظ والكتابة. "منافسة ورفقة" وبيّنت الفائزة بالمركز الثالث في مسار القصة القصيرة جواهر المالكي بأن المسابقة قد أدّت دوراً محورياً في صقل شخصيتها الأدبية، إضافةً إلى أنها اقتربت من كوكبةِ أدباء منافسين أصبحوا أصدقاء لها فيما بعد. واسترجعت المالكي المرحلة الأولى مستذكرةً تقديم المشاركة عبر الموقع الإلكتروني ثم فرز المشاركات، لتنتقل بعدها إلى مرحلة المقابلة الشخصية، وتلتحق فيما بعد بالمعسكر التدريبي الذي يُعد حسب وجهة نظرها جوهر المسابقة، لالتقائها خلالَه بالخبراء في ورش العمل وجلسات المناقشات. وأكّدت على أنها لمست منافع جمة من هذه المسابقة كان أبرزَها تقدير قيمة المشارك والاهتمام به، وتزويده بالمهارات، ورفع مستوى إدراكه، كاشفةً عن علاقتها مع الكتابة وحبها للقراءة منذ الصغر، وهو ما عزز قدرات خيالها حتى جعلها -وهي في المرحلة المتوسطة- تصنع بنفسها عوالم خاصةً بها. يذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تقيم مسابقة الإبداع الأدبي ضمن برنامج تنمية القدرات والمواهب، وذلك بدعم الممارسين المتميزين، مستهدفةً المسابقة اكتشاف مواهب طلاب وطالبات الجامعات السعودية، وتكريمهم، والاحتفاء بهم على مستوى المملكة في مجالات الكتابة الإبداعية.