نقلاً عن العتيبي موهق الغنامي رحمه الله الذي التقاه المستشرق الألماني جوهن جاكوب هيس في مصر عام 1930م فإن لبعض بوادي وسط الجزيرة العربية عادات وطقوس خاصة بالختان ذكرها الغنامي على نحو ما يلي: في وقت المكوث عند الماء (تجمعات القطين صيفا) – لأن البدو يقيمون عند الابار يستعد الذين يريدون الختان. وهم يفضلون يومي الخميس والاثنين عند ما يصبح الوقت ظهراً يأخذون قطعة قماش حمراء من شداد الجمل ويضعونها على عصا ثم يربطونها على العمود الوسطي الأمامي للخيمة. بعد ذلك تركب ام الطفل الذي يراد ختانه على جمل ويذهب معها نساء أخريات على جمالهن ويأخذن معهن كميات من الحطب يجمعنه أمام الخيمة وعند ما تغرب الشمس – وقت ذهابهن – يطلقون النار بالبنادق امام الخيمة بحيث يسمع ويعرف جميع البدو ان صاحب الخيمة لدية حفل ختان. في المساء عند ما تعود جميع المواشي الى حظائرها تتجمع النساء ويبدأن بالرقص، ثم يجتمع بعد ذلك الرجال لتناول القهوة ويرتفع لهب النار بطول قامة الرجل وعندما يتجمع كل الرجال تجلس النساء على الأرض ويقف الرجال في صفين متقابلين ثم يتبارى المغنون بالأقوال والأبيات الشعرية لبيت الذي يقولونه (مترجم بلغة المستشرق) ضمن كتابه بدو وسط الجزيرة العربية: يا أصحاب حفلة الختان فليكمل الله سعادتكم فلقد جئنا الى احتفالكم ونحن نتمنى لكم وافر الصحة بعد ذلك يبدؤون باللعب والغناء والرقص ويستمرون على هذه الحال طوال الليل حتى الصبح. بعد ذلك تأتي الفتيات الجميلات، يأتين واحدة بعد الأخرى ورؤوسهن مكشوفة الى وسط الرجال يرتدين فساتينهن ورؤوسهن واعناقهن مكشوفة، وبعد ذلك يبدأن بالتمايل الى هنا وهناك ويرقصن وفي كل مرة عند ما تذهب واحدة من الفتيات الموجودات في وسط صفي الرجال تاتي فتاة أخرى الى وسط الصفين وتأخذ عصاً من أحد الرجال الواقفين مقابلها وتلعب بها. ولا يتوقفن عن هذه الألعاب حتى منتصف. بعد ذلك يتفرقن قرب الصباح. عند ما يطلع الصبح يذهب والد الطفل ويجلب الخاتن الذي يعطونه طشتاً من الخشب يضعونه مقلوبا يجلس عليه الطفل وعمره يتراوح بين 2 – 3 سنوات وهنا يقدم الخاتن وفي يده قطعة من الجلد بحجم الليرة مثقوبة في وسطها ثم يأخذ قلفة الصبي ويسحبها عبر الفتحة ثم يربطها بخيط ويقول: ارفع رأسك عاليا وانظر الى الغزالة الشاردة في السماء..!! ثم يسحب بيده اليسرى القلفة ويقطعها بالموس ثم يضع على الجرح الرماد والملح. يعطون بعد ذلك الطفل خنجراً بيده ويجلبون خروفا يسمونه (عقيرة) يضعونه بالقرب منه ويقولون للطفل المختون: أقطع له قيوده "اقطع قيده حتى تبرأ من جرحك) وإذا كان الصبي شجاعا يضرب الخروف بالخنجر. ولكن في حال قام برمي الخنجر من يده يضحكون عليه ويقولون لن يكون شجاعاً ابداً. والى هنا يأخذ والد الطفل البندقية ويطلق النار فوق البيت يذبح بعدها رأسين من الغنم أو الماعز ثم يأتي اقرباؤه ويجلب كل واحد منهم معه خروفاً حتى يصل العدد الى 20 أو 30 ذبيحة. وبعد ذبحها وطبخها يرسل والد الصبي لرسله بدعوة الرجال الى الوليمة. بعد ما يجتمع الرجال ويتناولون طعامهم يهبون واقفين – في هذه اللحظة يكون الصبيان مجتمعين جميعاً. وما أن ينهض الرجال حتى ينقض الأطفال على الصحون ويأخذوا كل ما فيها. وتجد كل واحد منهم في يده عظمة. ويختتم الاحتفال عند ما يتجمع الرماة، فيضعون على مسافة معينة راس أحد الحيوانات المذبوحة ويتبارون في التسديد اليها واصابتها. تقديم وليمة الرجال النسخة الألمانية من كتاب «بدو قلب جزيرة العرب» شبة نار تعتلي بطول رجل سعود المطيري