قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس الجمعة إنه ليس هناك دليل قاطع حتى الآن على أن يفجيني بريجوجن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة كان على متن الطائرة التي تحطمت وقتل جميع ركابها هذا الأسبوع، لكن وفاته "مرجحة جدا". وقالت السلطات الروسية إن بريجوجن كان مدرجا ضمن ركاب الطائرة التي سقطت شمال غربي موسكو مساء الأربعاء، بعد شهرين من قيادته تمردا فاشلا على قادة الجيش. وفتحت السلطات الروسية تحقيقا في الحادث لكنها لم تؤكد رسميا هوية الجثث العشر التي تم انتشالها من بين حطام الطائرة. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث نُشر على منصة إكس "لا يوجد دليل قاطع حتى الآن على أن بريجوجن كان على متن الطائرة، وهو معروف باتخاذ إجراءات أمنية استثنائية. ومع ذلك، فمن المحتمل جدا أنه توفي بالفعل". وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك إن المخابرات ترجح "بشدة" أن بريجوجن كان على متن الطائرة. وأضاف "بالطبع نراقب الوضع عن كثب ونعمل مع حلفائنا لمعرفة ما حدث". وقالت وزارة الدفاع إن وفاة بريجوجن "سيكون لها حتما تأثير كبير على مجموعة فاغنر. وأضافت "هيمنت سماته الشخصية من نشاط مفرط وجرأة استثنائية والسعي لتحقيق النتائج والقسوة الشديدة على فاغنر ومن غير المرجح أن تتوفر في أي خليفة له. "ستتفاقم حالة الفراغ في قيادة فاغنر بسبب التقارير التي تفيد بوفاة القائد الميداني دميتري أوتكين ورئيس الخدمات اللوجستية فاليري تشيكالوف". "كذب محض" نفى الكرملين الجمعة الادعاءات بأنه أمر باغتيال رئيس مجموعة فاغنر، ووصفها بأنها "كذب محض". وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي "هناك الكثير من التكهنات حول تحطم الطائرة والوفاة المأساوية للركاب، بما في ذلك يفغيني بريغوجين... كل هذا كذب محض... نعلم جيدا في أي اتجاه يتم التكهن في الغرب". وأضاف بيسكوف أن التحقيق مستمر في الحادثة. كسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صمته الخميس بشأن تحطم الطائرة الذي قضى فيه زعيم فاغنر. في تصريحات متلفزة، قدم بوتين "تعازيه الصادقة لأسر جميع الضحايا"، واصفا الحادث بأنه "مأساة". إضافة إلى بريغوجين، قضى في تحطم الطائرة الأشخاص التسعة الآخرون الذين كانوا على متنها. وقال "عرفت بريغوجين لفترة طويلة جدا، منذ مطلع التسعينيات.. ارتكب أخطاء جسيمة في حياته، لكنه حقّق النتائج المرجوة". وكان الرئيس الروسي قد وصف بريغوجين بأنه "خائن" في خطاب وجهه إلى الروس خلال تمرد فاغنر يومي 23 و24 يونيو وحذّر فيه من "حرب أهلية". ورأى مراقبون في تمرده ضد كبار القادة العسكريين الروس أكبر تهديد لحكم بوتين. وأعرب بعض الزعماء الغربيين عن شكوكهم في أن يكون سقوط الطائرة حادثا عرضيا. وانتقدت روسيا الجمعة الرئيس الأمريكي جو بايدن لقوله إنه لم يتفاجأ من مقتل رئيس مجموعة فاغنر، وحذرت من أنه من غير اللائق أن تدلي واشنطن بمثل تلك التصريحات. وقال بايدن يوم الأربعاء إنه لم يتفاجأ من التقارير عن مقتل بريجوجن، مضيفا أنه قلما يحدث شيء في البلاد لا يقف وراءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وصرح بايدن "لست مندهشا... قلما يحدث شيء في روسيا لا يقف وراءه بوتين، لكنني لست على دراية بما يكفي لأعرف ما حدث". وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن مثل تلك التصريحات تظهر تجاهل واشنطن للأعراف الدبلوماسية. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ريابكوف "ليس من مهام الرئيس الأمريكي، من وجهة نظري، أن يتحدث عن أحداث مأساوية مثل تلك". قرار لبوتين وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة مرسوما يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية أداء قسم اليمين مثلما يفعل جنود الجيش، بعد يومين على الإعلان عن مقتل زعيم مجموعة فاغنر. وبموجب نصّ المرسوم الذي نشره الموقع الالكتروني للحكومة الروسية، بات لزاما على هؤلاء العناصر التعهد ب"الإخلاص" و"الوفاء" لروسيا، و"الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين (الأعلى رتبة)". ويتعهد العناصر كذلك "احترام الدستور الروسي بشكل مقدس"، و"الدفاع بشجاعة عن الاستقلال والانتظام الدستوري" للبلاد، وتنفيذ المهام الموكلة إليهم. ويشمل المرسوم الأشخاص المدرجين كمقاتلين متطوعين والذين "يسهمون في تنفيذ المهام الموكلة الى القوات المسلحة الروسية" و"هيئات وتشكيلات عسكرية" أخرى، بما يشمل قوات الدفاع التي تمّ تشكيلها خلال حرب أوكرانيا. وفي حين تحول القوانين الروسية رسميا دون تشكيل مجموعات المرتزقة، تتغاضى السلطات عن نشاطات "المجموعات العسكرية الخاصة" التي تقدّم رسميا خدمات "أمنية". وتعدّ فاغنر التي قاتل عناصرها في أوكرانيا ودول أخرى، أبرز هذه المجموعات في روسيا.