توقع القائمون على مشروع عسل المانجروف في مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة القطيف أن يصل إنتاج عسل المانجروف في الموسم الحالي لنحو 8.6 طن، متجاوزا إنتاج العام الماضي الذي بلغ 6 طن، الأمر الذي يلبي جزءا من حاجة السوق المحلي من هذا المنتج الطبيعي الذي يلقى إقبالا متزايدا؛ كونه أحد المنتجات العضوية التي يعمل عليها النحالون بدعم مباشر من مكتب الوزارة في القطيف. وزادت وتيرة إنتاج العسل، إذ تأتي الزيادة في معدل الإنتاج لأسباب عدة أهمها الدعم من الوزارة للنحالين، ونوه النحالون بالمنطقة بدور واهتمام فرع البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية بهذا القطاع مما نتج عنه أثرا مهما جداً في ازدهار الإنتاج عن العام الماضي، فيما أفاد مسؤولو مكتب الوزارة بمحافظة القطيف الذي اختتم فعالية "إنتاج عسل المانجروف 2" بأن عدد الخلايا المشاركة في إنتاج العسل لهذا العام بلغ 2278 خلية نحل. وتتواجد الخلايا في موقع طبيعي بين أشجار المانجروف على الساحل الشرقي، ويشرف المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر على غابات المانجروف، إذ يعمل على تنميتها وزيادة إنتاجها من العسل، وأشار المختصون بالمكتب إلى أن مرعى وموقع المانجروف يُعتبران من المواقع العضوية، ويتميز بكونه طبيعيًا وبعيدًا عن استخدام المواد الكيميائية، وتنمو شجيرات المانجروف بشكل طبيعي على السواحل الخالية من التلوثات الكيميائية، وعندما يتم إنتاج العسل في هذا الموقع وفقًا لاشتراطات الزراعة العضوية، يُعتبر العسل عضويًا. وكشف المكتب ل"الرياض" بأن عدد النحالين العضويين زاد عن العام الماضي، إذ كان عددهم 6 نحالين في عام 2022، وأصبح 11 نحالًا في مبادرة إنتاج عسل المانجروف لعام 2023، وأن التحول إلى إنتاج العسل العضوي يُعتبر مطلبًا، وجاري العمل على تشجيع هذا النوع من الإنتاج، كاشفا عن أنه تمت إضافة مواقع جديدة لأشجار المانجروف هذا العام في إطار المبادرة، إذ تمت إضافة موقعي دانة الرامس ورأس تنورة، كما تم استقطاب نحالين متخصصين من الخليج إضافيين للمساهمة في زيادة إنتاج العسل وتطويره. ومن المتوقع، أن يحظى العسل العضوي من المانجروف بشعبية كبيرة بين المستهلكين، نظرًا لجودته العالية وطبيعته العضوية، وقد زاد عدد النحالات المشاركات عن العام الماضي، إذ كان عددهن 4 نحالات وفي هذه المبادرة أصبح عددهن 7 نحالات، علما أن المشاركين في فعالية إنتاج العسل رقم 1 في عام 2022 م، بلغ 36 نحالًا، أما في هذه الفعالية زاد العدد 9 نحالين جدد، مشيرا على أن المراعي تتواجد في سيهاتوتاروت ودانة الرامس ورأس تنورة وصفوى، بمعدل انتاج متوقع يبلغ 8,6 طن تقريبا. وعن الفعالية قال م. محمد الأصمخ مدير المكتب بمحافظة القطيف: "الفعالية تأتي في سياق البرامج والأنشطة التي ينظمها الفرع على مدار العام، وشهدت مشاركة العديد من منتجي عسل المانجروف بالمحافظة وركن لإنتاج الحلوى العمانية الداخلة في صناعتها عسل المانجروف"، مقدما شكره لمدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية المهندس عامر المطيري بدعمه غير المحدود لهذا النوع من الفعاليات وإيجاد منافذ تسويقية للمنتجات الزراعية والنحلية بالمنطقة، داعيا النحالين المشاركين الى العمل على التحول العضوي في إنتاج العسل والمشاركة في المسابقات الدولية للعسل. إلى ذلك تأتي هذه المبادرات في ظل واقع تكافحه وزارة التجارة يكمن في العسل المغشوش الذي يتم ضبطه في الأسواق، وصولا إلى وجود أنواء من العسل الرديء المصنع، ما يجعل لمثل هذه المبادرات أهمية قصوى في حفظ تجارة العسل بعيدا عن الغش التجاري الذي يضر بالمستهلك. يشار إلى أن "الرياض" زارت موقع انتاج العسل الذي خصصته الوزارة للنحالين في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، إذ يتم أنتاج العسل الطبيعي العضوي الذي يتغذى على رحيق أزهار المانجروف البحرية. الزميل منير النمر أثناء جولته على عسل المانجروف