(تمرة او نخلة الشقراء) لم يغب هذا الاسم عن أذهان اسلافنا لعقود وعقود من الزمن ولا تزال حتى كان الاسم حاضرا في عقود المقايضة واتيكيت الضيافة وفي ذاكرة الجياع مثل حضورها في هواجس وأماني شعراء النبط كواحدة من أهم واعرق نخيل الجزيرة العربية بالذات منطقة نجد والقصيم مخصوصا إذ تعد إحدى اهم نخيل المنطقة سابقا ومن أكثرها رواجا ان لم تكن الأهم على الاطلاق: من ذاق تمر الربيعية ما عاد يسلى بلياها لا عاد (شقراء) وخضرية وقريبة باردٍ ما ها وللشاعر نايف ابالعون: اللي عليها قلوب الناس مخطوفة خلوني اكتب لها شعري وهي تقرا اوصافها عند كل الناس معروفة تكشخ بفستانها الأحمر وهي شقراء ومع ازدحام منطقة القصيم بعشرات الأصناف الجديدة من نخيل مناطق المملكة وبعض الدول العربية في السنوات الأخيرة وتفوقها في المنطقة حتى على أراضي مواطنها الحقيقية بدأ اسم تمرة الشقراء يتوارى قليلا لكنها حافظت على بقائها وعلى سعرها الثابت عند الكثير ممن يعرفها مع كل التذبذبات التي تطرأ على الأنواع الأخرى من التمور لما تمتاز به من خصائص التخزين والضميد وكادت الشقراء في هذا الخضم ان يختفي اسمها مع وجود كم كبير من الأصناف الجديدة قبل أن يأتي نداء صاحب السمو الملكي الأمير د. فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم بأحياء اسم هذه النبتة العريقة وتكريمها وتكريم ملاكها وعشاقها بإقامة مهرجان سنوي يضاف الى عشرات المهرجانات ومبادرات سموه المتلاحقة التي تزدحم بها أجندة المنطقة حتى أضحت القصيم صاحبة السبق في تعدد وتنوع المبادرات والمهرجانات على مدار السنة متفوقة على كل المناطق بالذات المتعلقة بالزراعة والاسر المنتجة وحرك سموه داخل هذه المبادرات موردا اقتصاديا جديد للمواطن البسيط ونشاط ترفيهي وسياحي جذب اليه إضافة لسكان المنطقة بمدنها وقراها سكان المناطق الأخرى بمختلف اطيافهم واهتماماتهم كذلك أشقائنا في دول الخليج العربي. مبادرة سموه الخاصة بهذه النخلة انطلقت هذا العام أو ستنطلق من ارض أهم وأشهر منابتها وهي محافظة الاسياح حيث ستنطلق برعاية كريمة واهتمام من سموه مساء الخميس الثامن من شهر صفر 1445ه بمشاركة فرع وزارة الزراعة والبلدية في المحافظة ويستمر المهرجان لعدة أيام ولن يكون المهرجان بحسب رئيس لجنة المهرجان - عمدة المحافظة الأستاذ فهد بن عبدالعزيز الفهيد محصورا على هذا النوع من التمور لكنه سيحتوي كل أصناف تمور المحافظة التي تتميز بها ولا توجد الا على ارضها ويصاحب المهرجان أيضا عدد من الفعاليات والأنشطة السياحية والترفيهية المتنوعة. موجها دعوته عبر ال»الرياض» لأهالي المحافظة مواطنين ومزارعين التفاعل مع المهرجان ودعمه تقديرا لصاحب المبادرة سمو امير المنطقة وضمانا لبقائه واستمراره رافدا لمهرجانات وفعاليات منطقتنا. وبالوقوف عند تاريخ هذه النخلة فقد جاءت الى الاسياح محمولة على ظهور الابل من بلدة قصيباء حوالي 90 كم قبل أكثر من 240 سنة وغرست في بلدة التنومة في الاسياح ومع نشأت مدينة عين بن فهيد حاضرة المحافظة حاليا حمل المزيد من فسائل هذه النخلة وكانت اغلب الأصناف ان لم تكن جميعها شقراء او مكتومية وكانت رحلة الابل تستغرق يومين في الذهاب وثلاثة وهي محملة ويختار لوقت قلعها وغرسها ومراعاة المسافة وعدد الأيام الأوقات المعتدلة او الباردة حتى تحافظ الفسائل على رطوبتها ولم يمضي وقت طويل من نشأت عين بن فهيد حيث العيون الجارية والأراضي الخصبة حتى احتلت هذه النخلة مع عدد قليل من الأصناف الأخرى مساحات واسعة من أراضيها ومنها انتشرت لا حقا في بقية مدن وبلدات الاسياح حتى كانت في ما مضى رافدا مهما في تامين حاجة المنطقة من هذه السلعة المهمة ولا تزال حتى اليوم داعمة لمهرجانات تمور القصيم.