أعدت المملكة العربية السعودية أهمية ممارسة الرياضة ضمن أهداف برنامج جودة الحياة، وهي من أهم مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تعمل بموجبها وزارة الرياضة على زيادة نسبة ممارسة جميع الرياضات للأفراد بمختلف فئاتهم. ويأتي اهتمام المملكة بالرياضة، باعتبارها ضمن منظومة منظمة الصحة العالمية، والتي توصي بممارسة النشاط البدني، وتؤكد أنه ينبغي للإنسان ممارسة النشاط البدني معتدل الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًّا على الأقل، أو ممارسة النشاط البدني مرتفع الشدة لمدة 75 دقيقة أسبوعيًّا على الأقل. ودعمت وزارة الرياضية ضمن الأنشطة الرياضية "رياضة البادل" التي انتشرت في الآونة الأخيرة في معظم مناطق المملكة، حيث تعد إحدى رياضات المضرب، وتختلف عن رياضة التنس الأرضي، وعادةً ما تُلعب البادل بشكل زوجي في ملعب مُغلق بنحو 25 % أصغر من حجم ملعب التنس، وتَكمن الاختلافات الرئيسة في أنَّ الملعب به جدران زجاج ويمكن استخدامها في ارتداد الكرة أثناء اللعب. وتُستخدم رياضة البادل مضربًا خاصًا، وكرة تشبه كرة التنس ولكنها منخفضة الضغط، كما يتم ممارسة لعبة البادل على ملعب يبلغ عرض مساحته 10 أمتار وطوله 20 مترًا، ويجب أن يكون هناك منطقة أمان حول الملعب لا تقل عن مترين من كل جانب، بحيث يكون الحد الأدنى لأبعاده الإجمالية 12 × 22 مترًا. ويعود تاريخ "البادل" إلى مدينة أكابولكو بالمكسيك وتحديدًا عام 1969م عندما أراد رجل الأعمال المكسيكي إنريكي كوركويرا، بناء ملعب للتنس في فناء منزله الصغير، ولكنه اكتشف أن فناءه لن يكفي لبناء ملعب بالمواصفات القياسية لملاعب التنس، حيث قادت فكرة عدم وجود مساحة كافية إلى إنشاء ملعب تنس في منزله، وابتكار رياضة تجمع بين التنس والإسكواش، حيث إن ذلك الشغف أسهم في نشأت رياضة البادل وانتشارها بصفتها رياضة في منتجع الشاطئ المكسيكي في أكابولكو في عام 1969، لكن الانتشار الحقيقي للبادل عبر النخبة المكسيكية من الأثرياء ورجال الأعمال في مدينة ماربيا الإسبانية أدى إلى زيادة شعبيتها بين الطبقات الثرية الإسبانية، ثم انتشرت بين العامة. وأكد رئيس اللجنة السعودية للبادل خالد بن سليمان السعد أن رياضة البادل تتطلب كثافة الأداء من اللاعبين، بالجري والقفز وردات الفعل السريعة مما يعزز الصحة البدنية والذهنية والنفسية، كذلك مما يجعلها تمرينًا فعالًا للقلب والأوعية الدموية، والتوافق العصبي العضلي، حيث إن معدل حرق السعرات الحرارية عند لعب البادل خلال الساعة الواحدة يتراوح بين 700 إلى 1000 سعرة حرارية، وقد يتجاوز ذلك بمستويات اللاعبين المحترفين، وهذا يعتمد على حركتهم ومعدل حرق السعرات في جسمهم. وأشار إلى أن بطولات رياضة البادل دوليًا وإقليميًا ومحليًا تلعب بنظام الدوري ويتطلب ذلك تسجيل مالا يقل عن 6 لاعبين/لاعبات للفريق الواحد، أو نظام خروج المغلوب من دور ال6 و ال8 و ال16 أو أكثر من ذلك، حسب الفرق المسجلة، مؤكدًا أن المملكة أول دولة على مستوى العالم أعلنت عن إقامة دوري محلي للبادل سينطلق بداية عام 2024، بناءً على توجيهات ودعم الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل وزير الرياضة. يُذكر أن اللجنة السعودية للبادل أكدت عبر موقعها الرسمي أنها تهدف إلى تعزيز المسؤولية والتعليم، من خلال دعوة الأطفال لتعليمهم قواعد هذه الرياضة، ومعرفة كيفية الوعي بأهمية التغذية والتربية على ثقافة تحضير الأدوات الشخصية للتدريب والغذاء، كذلك ستتاح لهم الفرصة للتدرب مباشرة مع مدرب المنتخب الوطني، وانتقاء المواهب في لعبة البادل لبدء التدريب مع المنتخب السعودي للناشئين.