في ضوء اليوم العالمي لداء الثعلبة والذي يوافق 5 أغسطس من كل عام أفادنا د. أيمن حامد الحربي طبيب استشاري الأمراض الجلدية وامراض وزراعة الشعر. ومدير البرنامج المشترك لزمالة الامراض الجلدية في القطاع الثاني ان الإصابة بداء الثعلبة يحدث نتيجة اضطرابات المناعة الذاتية التي يهاجم بها الجسم بصيلات الشعر، ما يؤدي إلى توقف نمو الشعر بشكل مفاجئ والذي ينتج عنه ظهور فراغات وهي عبارة عن بقع مستديرة خالية من الشعر، وتعد فروة الرأس والذقن من أكثر المناطق عرضة للإصابة بالثعلبة. وعن سبب الإصابة بها يؤكد د. أيمن أنها غير معروفة وغير معدية، وتلعب العوامل المناعية والوراثية دور في ظهورها وانتشارها، بالإضافة إلى العوامل النفسية الشديدة والتي قد تلعب دوراً في بداية ظهورها، مثل فقدان أحد افراد العائلة أو شخص عزيز. وأوضح د. ايمن ان الثعلبة تشتهر بوجود بقع مستديرة خالية من الشعر على فروة الرأس، وقد يتأثر أي جزء من اجزاء شعر الجسم بالثعلبة، مثل منطقة اللحية أو الحواجب أو الرموش، وغالبًا لا يوجد أي أمراض أخرى مرتبطة بها. وقد تسبب الثعلبة إحساسات مزعجة على الجلد بالتزامن مع تساقط الشعر أو قبل حدوث التساقط، وغالباً يتم تشخيص مرض الثعلبة سريريًا في العيادة، وذلك من خلال الفحص الطبي والمجهري. وتحدث الثعلبة غالباً بشكل دوري، وهذا يعني المرور بفترات من نمو الشعر ومن ثم تساقطه مرة أخرى، كما يجب معرفة أن الثعلبة لا تسبب تدمير لبصيلات الشعر، وبالتالي فهناك قابلية لإعادة نمو الشعر إذا تم ضبط الاستجابة المناعية للجسم، كما أن الشعر قد ينمو دون اي تدخل علاجي لدى بعض المصابين بالثعلبة، وتصيب الثعلبة كلا الجنسين في كافة الفئات العمرية، ووفقًا للدراسات الحديثة، تتراوح نسبة انتشار الثعلبة في المملكة العربية السعودية حوالي 2.3٪ وهناك أنواع عدة لداء الثعلبة، منها: الثعلبة (البقعية): والتي تتسبب في تكوين بقعة مستديرة أو بيضاوية أو أكثر على فروة الرأس أو أماكن أخرى في الجسم التي ينمو فيها الشعر مثل الذقن، والثعلبة (الكلية): والتي تؤدي إلى فقدان الشعر في كامل فروة الرأس، وأخيرا داء الثعلبة (الشاملة): والتي تؤدي إلى فقدان الشعر في جميع أنحاء الجسم مثل فروة الرأس والحواجب والرموش. وعن تأثير الثعلبة على الصحة النفسية أكد د. أيمن أن الثعلبة تؤثر بشكل كبير على تصوّر الذات، والثقة بالنفس، و الصحة النفسية حيث قد تحدث تأثيراً سلبياً على الحياة الاجتماعية لبعض المصابين، خصوصاً في حالات الثعلبة الشديدة مثل الثعلبة الشاملة حيث يحدث تغيير كامل في المظهر الخارجي نتيجة سقوط كامل شعر فروة الرأس والحواجب والرموش مما يؤدي الى دخول المصاب في عزلة اجتماعية قد تؤدي إلى الاكتئاب والقلق، وعند الاطفال قد تؤدي الى العزلة نتيجة تنمر الاطفال على المصاب بالثعلبة ، وهذا يقلل من انتاجية الطفل وعدم قدرته على التركيز في المدرسة. كما ان المصاب بالثعلبة دائماً تتهيج فروة رأسه عند التعرض لأشعة الشمس نتيجة لعدم وجود الشعر، وايضا عدم وجود شعر الرموش قد يؤدي الى تكرار تحسس العين خصوصًا من الغبار وختاماً أفادنا الطبيب ان علاج الثعلبة يعتمد على نوعها وشدتها، وتختلف نسبة الاستجابة للعلاجات من شخص لآخر. وهناك عدة أنواع للعلاج منها: العلاج الدوائي ويشمل: الكورتيكوستيرويدات الموضعية، والمينوكسيديل، والأنثرالين بتركيز( 0.5٪ إلى 1٪).، والعلاج المناعي الموضعي: مثل ( DPCP ) وحقن الكورتيكوستيرويدات والميثوتريكسات و الأزاثيوبرين. و السيكلوسبورين.و السلفازالازين.ومثبطات (JAK): مثل باريسيتينيب و ريتليسيتينب والتي تعتبر جميعها من العلاجات الفعالة لمرضى الثعلبة الشديدة، وعن العلاجات غير الدوائية يذكر أنها تشمل العلاج بالليزر والعلاج الضوئي. وتجدر الإشارة هنا إلى ان هناك بدائل أخرى مثل استخدام أغطية الرأس أو القبعات للشخص المصاب.