وصلت طائرات عسكرية تحمل المئات من الرعايا الأوروبيين الذين تم إجلاؤهم من النيجر إلى باريسوروما أمس الأربعاء، إذ تجلي فرنساوإيطاليا مواطنيهما من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بعد أن شهدت انقلاباً عسكرياً الأسبوع الماضي. وذكرت وزارة الخارجية الإيطالية أن من بين من وصلوا إلى روما 21 أمريكياً ومنهم عدد من أعضاء مجموعة مسيحية إنجيلية من تكساس. وأطاح انقلاب نفذه مجلس عسكري برئيس النيجر محمد بازوم المنتخب ديمقراطياً وبالحكومة يوم 26 يوليو، وهو سابع استيلاء عسكري على السلطة تشهده منطقة غرب ووسط أفريقيا في أقل من ثلاثة أعوام. وقالت فرنساوإيطاليا وإسبانيا إنها ستجلي رعاياها جوا في ظل تصاعد مخاطر الصراع. وقالت وزارة الخارجية في باريس إن أول رحلتين فرنسيتين غادرتا النيجر مساء الثلاثاء ووصلتا إلى باريس صباح أمس وعلى متنهما أكثر من 350 فرنسيا وعدد من رعايا دول أخرى. كما قال صحفيون من رويترز في مطار روما إن طائرة إيطالية عسكرية تقل 87 جرى إجلاؤهم من النيجر وصلت في وقت مبكر من الأربعاء، ورحب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بهم لدى نزولهم من الطائرة. وقال تاياني لمحطة راي-نيوز24 إن نحو 40 إيطالياً قرروا البقاء في النيجر مشيرا إلى أن معظمهم من موظفي منظمات غير حكومية لديهم خبرة ويعرفون البلاد جيدا. وكان على متن الطائرة 36 إيطالياً وأربعة بلغاريين ونمساويين اثنين وبريطاني ونيجري ومجري وسنغالي ونيجيري إضافة إلى عسكريين. التدخل العسكري وفي ما يعكس قلق دول الجوار ومضيّها في احتمال التدخل عسكريا، يعقد رؤساء أركان جيوش دول الجماعة الاقتصادية لغرب إفريقيا اجتماعا في أبوجا اعتبارا من الأربعاء وحتى الجمعة. وتزامناً مع بدء الاجتماع، يتوقع أن يصل الى النيجر الأربعاء وفد من الجماعة المعروفة اختصارا باسم "إكواس"، يرأسه النيجيري عبد السلام، وفق مسؤولة في الجماعة ومسؤول عسكري في نيامي طلبا عدم كشف اسميهما. وكانت الجماعة التي يتولى الرئيس النيجيري بولا تينبو رئاستها حاليا، قد أمهلت الانقلابيين أسبوعا حتى الأحد لإعادة السلطة الى بازوم الذي أطاحه انقلاب 26 يوليو. وفي ما بدا مؤشرا على زيادة الضغط على هؤلاء، فرضت الجماعة إجراءات اقتصادية ولم تستبعد اللجوء الى القوة. وقال قائد الجيش النيجيري كريستوفر موسى في تصريحات إذاعية الإثنين "نحن ندافع عن الديموقراطية ويجب على ذلك أن يستمر. نحن جاهزون وما إن نتلقى أمر التدخل، سنقوم بذلك". "نافذة" دبلوماسية برّرت باريس قرار الإجلاء "بأعمال العنف التي تعرّضت لها سفارتنا" الأحد وإغلاق المجال الجوي "الذي يحرم رعايانا من أيّ إمكان لمغادرة البلاد بوسائلهم الخاصّة". وفي وقت سابق، أوضحت هيئة الأركان أنّ إجلاء الجنود الفرنسيّين المتمركزين في النيجر، والمقدّر عددهم بنحو 1500 عسكري، "ليس على جدول الأعمال". وفي حين نصحت ألمانيا رعاياها في العاصمة بالمغادرة، أكد البيت الأبيض أنه لم يتخذ قرارا بالإجلاء بعد. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الثلاثاء إن واشنطن "على علم بالتأكيد بجهود تبذلها فرنسا ودول أوروبية أخرى لإجلاء مواطنيها". وشدد على عدم وجود مؤشرات "تفيد بوجود تهديدات مباشرة للمواطنين الأميركيين أو لمنشآتنا، لذا نحن لم نغيّر موقفنا في ما يتعلّق بتواجدنا في النيجر في الوقت الراهن". ويتمركز في النيجر نحو ألف جندي أميركي كانوا يؤازرون بازوم في مواجهة عمليات جهادية في بلاده. وقال كيربي إن البيت الأبيض لا يزال يعتبر أن هناك "نافذة" مفتوحة للدبلوماسية لحل الأزمة في النيجر، لكنّه أشار إلى أن الولاياتالمتحدة "تراقب الأمور على مدار الساعة".