التنمر سلوك سلبي مُتعمد على الضحية بالعنف الجسدي والتجريح اللفظي والابتزاز العاطفي مما يؤدي إلى عُزلة اجتماعية وحتى تفكير في الانتحار عند الضعفاء، وللأسف تُسهم وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة انتشار التنمر، خاصةً في حال إنشاء حسابات وهمية للاستهداف والتنمر على الآخرين بشكل مجهول كنشر الشائعات الكاذبة.. هل تعرضتَ للتنمر من قبل؟ كلنا تعرض للتنمر في إحدى مراحل حياتنا، ولكن السؤال: ماذا فعلنا؟ إما الاستسلام والانكسار، ليصبح لدينا نقمة على المجتمع ويكون التنمر جزءًا من سلوكنا وردات فعلنا وغضبنا الذي نكتمه في ذلك الوقت، ومن ثم نُسقطه على الآخرين من حولنا لاحقاً؛ أو التفهم والإدراك للمرحلة التي مررنا بها ثم التصدي له وعلاج آثاره وعدم السماح به على أنفسنا أو على الآخرين؛ لأننا أيقنّا مقدار حجم مخاطره، وتحملنا مسؤولية المشاركة في بناء جيل سليم. كلنا نعرف أن التنمر هو سلوك سلبي مُتعمد على الضحية بالعنف الجسدي والتجريح اللفظي والابتزاز العاطفي مما يؤدي إلى عُزلة اجتماعية وحتى تفكير في الانتحار عند الضعفاء، وللأسف تُسهم وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة انتشار التنمر، خاصةً في حال إنشاء حسابات وهمية للاستهداف والتنمر على الآخرين بشكل مجهول كنشر الشائعات الكاذبة بعدة وسائل، أنا شخصياً تعرضت لأكثر من حملة تألمت كثيراً، تفكّرت وتساءلت، لماذا يتنمرون؟ وجدت أن كثيراً من الأسباب الأساسية للتنمر متعددة ومعقدة، قد يكون لدى المتنمر اضطرابات نفسية أو انخفاض التقبل الاجتماعي والانفصام الشخصي وانحرافات نفسية، مثل: النرجسية أو السيطرة، فيستخدم التنمر كوسيلة للقوة والسعي للتميز الاجتماعي، ولكني أيقنت أنهم يُخفون تجارب مؤلمة ولا يتمتعون بالثقة في النفس رغم أن بعضًا منهم لديه إمكانيات متنوعة ولكنه يتفنن بتطويعها سلبياً. قال الله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مُبينا)، مهما كانت الأسباب الرئيسة للتنمر، فإنه لا يُمكن تبرير أو تبرئة هذا السلوك الهدّام. يحتاج المتنمر إلى تصدي وتدخل فعّال من جميع الأطراف المعنية للحد من سلوكياته وتغيير البيئة التي ينمو فيها، لذا، تُعتبر التوعية بمشكلة التنمر وتثقيف المجتمع بأكمله بشأن آثار التنمر وكيفية التصدي له من أهم الخطوات الأساسية ومن ثم توفير الدعم النفسي لكل من المتنمر والضحية. يمكن للمتنمر أن يستفيد من الحصص العلاجية وأن يقوم بتطوير مهاراته الاجتماعية. أما بالنسبة للضحية، فقد تحتاج إلى دعم نفسي لتعزيز الثقة بالنفس ونقل التحكم من المتنمر إلى نفسها، والأهم من ذلك، تأطير سلوك المتنمر وتوجيهه نحو سلوك صحيح وإيجاد أفضل السُبل لتفاعله الإيجابي مع الآخرين. وجود نظام عادل يُعاقب المتنمرين، يشجع على تغيير سلوكهم من خلال إعطاء عقوبات مناسبة وإعادة التأهيل إذا لزم الأمر، سيُساهم بردع المتنمر وتحجيم ضرره بتكامل كل هذه الأدوار. السؤال هل يمكن تحول المتنمر إلى مؤثر؟ في اعتقادي إن تحويل المُتنمر إلى مُؤثر قد يكون عملية صعبة وتحتاج إلى الكثير من الصبر والتفاهم، فكل إنسان لديه القدرة على التنمر ولكن ما الذي يمنعنا؟ حتماً إنها المبادئ الإنسانية، مكارم الأخلاق والشعور بالمسؤولية. قد لا يكون من الممكن تحويل جميع المتنمرين إلى مؤثرين. ولكن، بمساعدة احترافية عميقة وبالحِفاظ على الرفاهية النفسية والثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن الرأي بوضوح واحترام الآخرين، ثم بالتواصل وإقامة حوار مع المتنمر لفهم دوافعه وأسباب سلوكه، وعرض نماذج مؤثرة سيكون لدينا نتائج مع البعض، قد يكون هناك أمور شخصية يواجهها أو صعوبات تكون السبب وراء سلوكه السلبي، ربما يحتاج إلى استماع بشكل فعّال وانتباه لمشاعره وتجاربه، وقد يكون غير مدرك للأثر الذي يتركه على الضحايا. (توماس إديسون) عندما كان طفلاً صغيراً أخبره الأساتذة وجميع من حوله أنه غبي ولن ينجح في حياته، ولكن عدم اكتراثه لكلام المتنمرين، اجتهاده وتركيزه على أهدافه جعله من أعظم المخترعين في التاريخ لأنه اخترع 1300 جهاز ومن ضمن هذه الاختراعات التي غيرت حياتنا هو (المصباح الكهربائي)، وقد سُئل يوماً عن آلاف الإخفاقات التي واجهها عندما حاول إنشاء المصباح الكهربائي ورَد بجملته الشهيرة: ( أنا لم أفشل، لقد اكتشفت 10,000 طريقة لا تعمل)، فنجاح هذا الرجل أضاء العالم كله.