تسعى هيئة تطوير منطقة عسير لتطوير كافة الوجهات السياحية في المنطقة لا سيما المعالم التاريخية والتراثية بالمنطقة. وبما أن المنطقة جاذبة سياحيا لاسيما في فصل الصيف لاعتدال درجات الحرارة صيفا، إضافة إلى تميزها من حيث الآثار والتراث والتنوع الجغرافي المميز بين محافظات المنطقة، وبهدف جعل المنطقة وجهة عالمية سياحية طوال العام فإن الهيئة تسعى إلى تطوير كافة تلك الوجهات السياحية بالمنطقة. وفي إطار نشاط الهيئة في تطوير المنطقة، فإنها تسعى للأخذ بآراء المجتمعات المحلية في كل محافظة في تطوير المحافظات بالشكل الذي يحقق أهداف الهيئة ورضا المجتمع المحلي الذي يعتبر شريكا في التنمية، وأقيم لقاء بحضور محافظة تنومة شمال أبها ب120 كلم، نظمته محافظة وبلدية تنومة مع المكتب الهندسي الذي وضع تصميما أوليا لتطوير سوق سبت تنومة الذي يعتبر من أهم معالم المحافظة قديما، ويعتقد أن تاريخ إنشائه قبل 1000 عام من الآن. اللقاء جمع عددا كبيرا من شيوخ القبائل والوجهاء والإعلاميين في المنطقة لاستعراض التصميم الأولي لتطوير السوق، وإبداء الملاحظات عليه للوصول إلى أفضل نموذج لتطوير السوق، وجعله أحد عناصر الجذب السياحي في المنطقة، ومن خلال ما دار من مناقشة فإن هناك رأيين لإعادة السوق وتطويره، وتمثّل الرأي الأول "بترميم السوق كما كان سابقا، وإعادته لهيئته السابقة بما يحتويه من محلات تجارية "دكاكين"، وإعادة الجامع الأثري الذي أزيل من السوق قبل أكثر من 40 عاما، وعمل نموذج لشجرة "الرقاعة"، التي أزيلت أيضا في مرحلة سابقة لتوسيع السوق وتطويره والتي كان يستظل تحتها المتسوقون، وكانت أيضا تتخذ مكانا لإلقاء الخطب والمواعظ وبيانات الحكومة، وبناء على هذا الرأي يكتفى بترميم المباني وإعادة المسجد والرقاعة، ويوضع على السوق إدارة ومرشد سياحي لاستقبال الزائرين، وشرح مكونات السوق وتاريخه للزوار والسائحين، والتقاط الصور التذكارية في السوق، ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ويمكن وضع نماذج مصغرة لبيع المواد التراثية من ملابس وحلي وأدوات زراعية وغيرها، إضافة إلى متحف تراثي في السوق لعرض كل ما يتعلق بتراث وآثار المنطقة". ويقول الرأي الثاني "ترميم السوق وتطويره ليكون سوقا نابضا بالحياة، وملبيا لاحتياجات أهالي المنطقة والسياح مع المحافظة على السمات الرئيسة له، ولكي يكون كذلك فلا بد من الأخذ بالمتغيرات الكثيرة التي طرأت على المجتمع من زيادة في عدد السكان وارتفاع المستوى الاقتصادي، وتغيّر ذائقة المجتمع الحالي، واختفاء الكثير من المواد الاستهلاكية سابقا وظهور بدائل كثيرة أفضل من سابقاتها، وبطبيعة الحال فإن الأغلب يميلون إلى الرأي الثاني، ولكي يتم ذلك على أفضل وجه فإننا نقدم هذه المقترحات لتتكامل مع ما تم تقديمه من أفراد آخرين للوصول إلى أفضل نموذج للسوق. تكمن المحافظة على العناصر الرئيسة للسوق وأهم ما كان يباع فيه مثل نقل سوق الأغنام الحالي إلى سوق السبت، ولكن بإبعاده عن مركز السوق الرئيس حيث ينشأ في طرف السوق وربما أفضل مكان له هو موضعه سابقا شمال السوق مع إنشاء مسلخ قريب منه وإذا احتاج هذا المكان للتوسع فيمكن نزع الملكيات وتوسيع المكان بما يخدم المتسوقين وأصحاب الماشية، أيضا إعادة جامع سبت تنومة الأثري في أحد أطراف السوق بشكله القديم وجميع عناصر المسجد الموجودة سابقا ليتعرف السائح والأجيال الجديدة كيف كان وضع المساجد قديما، وبناء مجسم كبير لشجرة الرقاعة المعمرة والكبيرة والتي اشتهر بها السوق قديما قبل أن يتم قطعها مع وضع تعريف لها وأهميتها قديما للمتسوقين، وترميم جميع المباني التراثية حول السوق لأنها جزء لا يتجزأ من تاريخ السوق لا يمكن فصلها عنه على أن يتم ذلك بالشراكة بين الهيئة وأصحاب هذه المنازل لاسيما قصور آل عريف التي كانت مركزا للحكم والتقاضي ومراقبة السوق والإشراف عليه، وإعادة المحلات القديمة وبيع المقتنيات التراثية فيها من ملابس تراثية ومصوغات وأدوات زراعية وغيرها، وجعل وسط السوق مكانا للبسطات المختلفة لبيع المنتجات الزراعية والسمن والعسل والحبوب وغيرها، كما يمكن الاستفادة من هذه المساحة في إقامة الحفلات والمناسبات الوطنية للمحافظة والاحتفالات السياحية المتنوعة بين وقت وآخر نظرا لكبر المساحة ووجود مواقف كثيرة للسيارات للراغبين في حضور ومشاهدة هذه الفعاليات، يضاف إلى ذلك إنشاء متاحف تراثية في بعض المنازل المجاورة أو فيها جميعا لتكون عامل جذب إضافي لزيارة السوق، وليكون هناك بعد ثقافي وسياحي يتجاوز البعد التجاري لهذا السوق. يشار إلى أن هيئة تطوير منطقة عسير تأسست بأمر ملكي كريم في عام 2018، بهدف تحقيق التنمية الإقليمية المتكاملة، وضمان التنسيق الفعال بين الجهات الإنمائية الفاعلة، وتنفيذ عالي الجودة لمشاريع البنية التحتية في المنطقة، وتتلخص رؤية الهيئة التي يرأس مجلس إدارتها أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال في تطوير المنطقة والمدن التابعة لها بالمنطقة من كافة الجوانب الاقتصادية والبيئية والعمرانية. السوق يعتبر وجهة تجارية لمدن المنطقة