عن "دار الحكمة" للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة صدر كتاب يحمل عنوان "فرعون موسى.. من العماليق الهكسوس" بطبعته الأولى عام 1439ه / 2018م لمؤلفه الدكتور عبدالله سعد العويمري. وينتهج الباحث المؤلف في كتابه هذا الذي يتجاوز عدد صفحاته ال400 صفحة من القطع المتوسط أسلوب المنهج التحقيقي التاريخي، الذي يستعرض الحقائق والمعلومات التاريخية، من المراجع والمصادر ويتقصاها، ثم يقوم -في الوقت ذاته- بتفحصها ومقارنتها ببعضها، وتبيان أوجه الشبه والاختلاف فيما بينها، ومدى حقيقتها من عدمها، وذلك للوصول إلى نتيجة أو حقيقة نهائية هي خلاصة القول فيما يريد أن يوصله للناس. وهذا ما قام به مؤلف الكتاب فعلا، حين قام بإعداد هذا البحث التاريخي المطول عن بعض الحقائق التي ربما يجهلها كثير من الناس عن (فرعون) ملك مصر المعروف في زمن سيدنا موسى -عليه السلام- وقصته المعروفة معه، كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وفي التوراة والإنجيل وبعض الكتب التاريخية، كقصص الأنبياء وسيرهم وغيرها. ومن الجديد في هذا الكتاب -والعهدة على الراوي كما يقول المثل- أنه استند في مادته إلى كم هائل من المعلومات والحقائق التاريخية الموثقة المتعلقة بشخصية (فرعون) نفسه، وهويته وجذوره النسبية من حيث الأصل والأرومة، وصفاته الجسمانية والخلقية، وما قصته كاملة مع توليه عرش مصر كملك، ولقائه بالنبي موسى عليه السلام؟ وما موقف كل منهما من الآخر؟ حين ادعى الأول الألوهية وطغى وتجبر على الناس، بينما دعا الثاني إلى عبادة الله وحده، والتبرؤ إلى الله من فرعون وأتباعه وكهنته وسحرته وما آلت اليه نهاية فرعون من غرق في البحر هو ومن معه من قومه في حين نجّى الله موسى وقومه. وقد أثبت الباحث -وهو ما جعل الكتاب يتسم بشيء من الجدة والطرافة كما سبق أن وصفته- أنه أظهر للقارئ أن فرعون هو من الهكسوس، وهم من شعوب الجزيرة العربية، بناء على ما استند إليه من مصادر علمية أو مراجع تاريخية تؤكد هذا الشيء، وليس من شعوب أخرى خارج شبه الجزيرة العربية. ويقول في موضع من الكتاب: "هذا الكتاب يحتوي على تاريخ مملكة العماليق الهكسوس في مصر، وتفصيل عن فرعون آخر ملوك العماليق، وسيرة نبي الله موسى عليه السلام وتاريخ بني إسرائيل دخولا وخروجا من مصر في عهد دولة العماليق الهكسوس بدءا من عهد الملك الريان بن الوليد حتى عهد فرعون...". كل ذلك تناوله الباحث/ المؤلف بشكل تفصيلي ماتع وشائق جدا، وبأسلوب سهل ولغة سلسلة، فضلا عما امتاز به الكتاب من سرد تاريخي قصصي يشد القارئ اليه، ولا يشعره بالملل أو السأم.