العلامة الوطنية المعروفة أيضاً بالترويج للدولة أو تسويق الدولة، هي الصورة والسمعة والهوية الفريدة التي تقدمها الدولة للعالم. في الأساس هي الإدراك الجماعي الذي يكون لدى الناس عن دولة ما بناءً على ثقافتها وسياساتها ومنتجاتها وتاريخها وسياحتها، وسياستها الخارجية، وتأثير الأفراد داخل وخارج الحدود، وغيرها، وبالنسبة لنا في المملكة يحمل هذا المفهوم إمكانيات هائلة تعكس -بفضل الله- المقدرات المالية والإدارية والبشرية التي تملكها المملكة. صورة المملكة النمطية -سابقاً- هي كأحد أكبر منتجي النفط في العالم، وتعرف كذلك بالتراث الإسلامي، والدور الرائد في خدمة الحرمين الشريفين. والحقيقة مؤخراً هناك عوامل عديدة تلعب دوراً في تعزيز العلامة الوطنية وربما أهمها هي رؤية السعودية 2030 والتي تساهم بشكل كبير في تعزيز سمعة وطنية إيجابية نظراً للتحولات التي تشهدها المملكة من تطوير قطاعات حيوية وتعزيز الإصلاحات في البنية التشريعية وإطلاق مشروعات نوعية، مثل: نيوم والقدية ومشروع تطوير الدرعية، فضلاً عن جهود رفع جودة الحياة من خلال تطوير القطاعات التي تلامس المواطن والمقيم بشكل كبير، مثل: السياحة، وقطاع الترفيه، والفنون والسينما. هذه الجهود تعد حجر الزاوية لجهود العلامة التجارية الوطنية للمملكة، حيث تصور المملكة على أنها دولة حيوية وديناميكية وتفكر للمستقبل. ترتبط العلامة الوطنية بشكل وثيق بمفهوم القوة الناعمة، وهو المصطلح الذي صاغه جوزيف ناي، والذي يشير إلى القدرة على التأثير على الآخرين من خلال الجاذبية بدلاً من الإكراه. تستخدم المملكة اليوم الدبلوماسية الثقافية بشكل متزايد لتعزيز صورتها الحقيقية دولياً، من خلال المهرجانات الثقافية، والفنون والسينما والسياحة وغيرها، وكلها أمثلة على القوة الناعمة السعودية المتنامية والتي تنعكس آثارها على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة واستقطاب الكفاءات من مختلف دول العالم، مما يعكس حراكاً اقتصادياً سعودياً على المستوى الدولي والوطني في مختلف القطاعات. وإذ ما أخذنا عدداً من مؤشرات العلامة التجارية الوطنية، مثل: مؤشر العلامات الوطنية (Nation Brands Index)، نجد ارتفاع تصنيف المملكة من المرتبة السابعة والخمسين في 2021 إلى المرتبة الخامسة والخمسين في 2022، بينما في مؤشر (Brand Finance) فارتفع تصنيف المملكة من المرتبة التاسعة عشر في 2021 إلى المرتبة السابعة عشر في 2022، وهو ما يعكس الحراك الإيجابي الذي يحدث في المملكة اليوم وتأثيره الطويل المدى على تعزيز النمو الاقتصادي الوطني. العلامة الوطنية ذات أهمية عالية فهي لا تعزز صورة المملكة على الساحة الدولية فحسب، بل تسهم بشكل كبير في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 من خلال استراتيجية تواصل دولية فعالة تعكس المقدرات الثقافية، والقدرات الاقتصادية، والإصلاحات المستمرة في البنية التشريعية وتطوير البنية التحتية وتأثيرها الكبير على الصادرات السعودية حول العالم على اختلاف المنتجات كالمشروعات السياحية النوعية التي يتم تنفيذها اليوم في جزر البحر الأحمر ضمن مشروع البحر الأحمر، والأفلام التي يتم إنتاجها في نيوم والعلا، وليس أقل تأثيراً مما ذكر المنتجات التي تلامس استخدامات الناس المباشرة والمستهدفة بالتصدير، مثل: تصدير مركبات لوسيد من ميناء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية للعالم خلال السنوات المقبلة، والقادم أفضل.