عد ممثل سمو أمير دولة الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي العهد، قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى التي استضافتها جدة أمس، لبنة جديدة وإضافة كبيرة في مسيرة العلاقات بين الجانبين، ويعكس الرغبة المشتركة نحو المضي قدماً لتطويرها، وتعزيزها؛ لتشمل تعاوناً أوسع وأشمل في مختلف المجالات لخدمة المصالح المشتركة، وهو ما يترجم بصدق تقوية العلاقات الأخوية الشقيقة وتعميقها. ونقل سموه في كلمته التي ألقاها خلال القمة تحيات صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لقيادة المملكة العربية السعودية، متطلعاً في أن تسهم القمة في تعزيز وترسيخ علاقات الشراكة الإستراتيجية بيننا من خلال ما اعتُمد في اجتماع المجلس الوزاري المشترك بتاريخ 7 سبتمبر من العام الماضي، واعتماد خطة العمل المشتركة. وأعرب سموه عن تطلعاته للمزيد من التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتجارية، مؤكداً أهمية التشاور المستمر مع الشركاء من أجل مواصلة المزيد من التعاون في المجالات كافة، وتحديد وتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق الازدهار في البلدان؛ مشيداً بمواقف دول آسيا الوسطى التي تحظى ببالغ التقدير من قبل دول مجلس التعاون لالتزامها الدائم الثابت تجاه القضايا الدولية العادلة، وتعاونها وتنسيقها المستمر مع دول المجلس لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة. وأشاد بالمواقف المختلفة تجاه القضايا الإسلامية والعربية والإقليمية والدولية، والثقة بحرص دول آسيا الوسطى على مواصلة الجهود الهادفة إلى تعزيز أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستقلالها؛ مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون لديها إيمان ثابت وقناعة راسخة بأن الظروف الراهنة أصبحت تتطلب المزيد من العمل وتنسيق الجهود على المستوى الإقليمي، ما يحتم العمل لمواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة من خلال التعاون بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى كشريك أساسي في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية. من جهته أعرب ممثل جلالة سلطان عُمان صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، عن شكره وتقديره للمملكة على استضافة القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى. ونقل آل سعيد في كلمته التي ألقاها في قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى التي استضافتها جدة، تحيات جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور سلطان عُمان، وتمنياته الطيبة لاجتماع القمة الخليجية ودول آسيا الوسطى، متطلعين إلى أن يكون انطلاقة جديدة لتعزيز وترسيخ العلاقات بين بلداننا، مشيرًا إلى أن ما تمتلكه دول المنطقتين من إمكانات وموارد كبيرة تشكل فرصة سانحة لتعزيز التعاون المشترك، لا سيما في مجال الاقتصاد والاستثمار والتجارة، وبما يعود بالمنافع المتبادلة ويحقق التنمية المستدامة. وأشاد بما تشهده العلاقات الخليجية مع دول آسيا الوسطى من تقدم ونماء، والتطلع إلى تحقيق إنجازات متنوعة في المرحلة المقبلة، وذلك تفعيلاً للاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين دولنا، وخطة العمل المشترك للحوار الاستراتيجي والتعاون للفترة ما بين 2023 و2025، لافتًا الانتباه إلى أن ما يجمع دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى من مصالح واهتمامات مشتركة يتطلب مزيدًا من التواصل والتنسيق الجماعي في مختلف المحافل الدولية؛ دعمًا لجهود إحلال الأمن والاستقرار والسلام. وثمن نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي العماني مواقف دول آسيا الوسطى الداعمة للقضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وضرورة نيل الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية، وفقاً لما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وجدد في ختام كلمته الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وحكومة وشعبًا على حسن الاستقبال والتنظيم وكرم الضيافة. من جهته أعرب صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة ملك البحرين، عن الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، على دعوته الكريمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين للمشاركة في اللقاء التشاوري الثامن عشر لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى. وأشاد بالدور الفاعل الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وبدعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -رعاه الله-، لتعزيز الجهود وتكريس التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون، وتوطيد علاقات الصداقة والتعاون المشترك مع الدول الصديقة، لما فيه تحقيق آمال وطموحات دول وشعوب المنطقة. كما أعرب الشيخ ناصر آل خليفة عن بالغ التقدير للمملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعبًا، على استضافة هذه اللقاءات الأخوية البناءة، التي تأتي تأكيدًا لحرص قيادة المملكة على تعزيز التواصل والترابط وترسيخ الشراكة الطموحة، وتكريس القيم والروابط التاريخية العميقة والمصالح المتبادلة، والتعاون البنَّاء على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، وفي شتى المجالات، لكل ما فيه خير لشعوبنا وشعوب المنطقة واستقرارها وازدهارها. وسأل الله العلي القدير أن يكلل هذه الجهود المباركة بالتوفيق والسداد، لما فيه الخير والنفع لشعوبنا كافة، وعدَّ استضافة هاتين القمتين المهمتين، والجهود المخلصة التي تقوم به المملكة العربية السعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي ضمانًا لمستقبل أفضل لشعوب العالم أجمع. كما أوضح معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، أن أصحابَ الجلالةِ والسموِّ قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية استعرضوا -خلال اجتماع اللقاء التشاوري الثامن عشر- تطورات مسيرة العمل الخليجي المشترك، بالإضافة إلى تبادلهم وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية. وقال معاليه عقب ختام اللقاء الذي عقد في جدة أمس: "تلبية لدعوة كريمة من خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود، ملكِ المملكة العربية السعودية -حفظه الله ورعاه- عقد أصحابُ الجلالةِ والسموِّ قادةُ دولِ مجلس التعاون -حفظهم الله ورعاهم- لقاءهم التشاوري الثامن عشر اليوم الأربعاء، في مدينة جدة برئاسةِ صاحبِ السموِّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وليِّ العهد رئيسِ مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، -حفظه الله ورعاه-. وأشار معالي الأمين العام -خلال البيان- إلى تقدير صاحبِ السموِّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، البالغ للجهود التي تبذلها سلطنة عمان خلال رئاستها الدورةَ الحاليةَ للمجلس الأعلى، وتوجيه سموِّه الدعوة لأصحابِ الجلالةِ والسموِّ لحضور اجتماع الدورة القادمة للمجلس الأعلى في بلدهم الثاني دولة قطر، وترحيب أصحابِ الجلالةِ والسموِّ قادةِ دولِ مجلس التعاون -حفظهم الله ورعاهم- بعقد الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون في مدينة الدوحة، في شهر ديسمبر 2023م بمشيئة الله تعالى. وقال في ختام البيان: "عبَّر أصحابُ الجلالةِ والسموِّ قادةُ دولِ المجلس -حفظهم الله ورعاهم- في ختام اللقاء، عن شكرهم وتقديرهم لخادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود، ملكِ المملكة العربية السعودية -حفظه الله ورعاه- وحكومة وشعب المملكة على مشاعر الأخوة الصادقة والحفاوة وكرم الضيافة، التي قوبلوا بها في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية". -