إلى الأمس القريب، لم تكن هناك طريقة تساعد مقدمي الرعاية الصحية في مراقبة صحة المرضى بشكل مستمر من أجل تقديم التوصيات الضرورية، حيث اقتصر تواصل المرضى مع الأطباء على الزيارات والاتصالات الهاتفية والرسائل النصية. اليوم ومع وجود مليارات الأجهزة حول العالم المتصلة بالإنترنت والتي تتواصل مع بعضها البعض بما يسمى بإنترنت الأشياء (Internet of Things - IoT) قد تحدث نقلة نوعية في عالم الرعاية الصحية التقليدي، لقد أدى دمج تقنيات إنترنت الأشياء في الأجهزة الطبية إلى تطوير أجهزة متصلة أكثر ذكاءً وكفاءة، حيث يمكنها جمع بيانات المرضى في الوقت الفعلي وتحليلها ونقلها إلى مقدمي الرعاية الصحية، وأيضا يمكنها من المراقبة والتشخيص عن بُعد مما يؤدي إلى تحسين نتائج المرضى وتقليل تكاليف الرعاية الصحية. تتمثل إحدى أهم فوائد إنترنت الأشياء في قدرتها على تحسين نتائج المرضى من خلال جعل المريض على اتصال أسهل وأكثر كفاءة بالأطباء، حيث مكنت مقدمي الرعاية الصحية من المراقبة المستمرة عن بعد للعلامات الحيوية للمرضى مثل ضغط الدم ومستوى الأكسجين ومعدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم ونسبة السكر في الدم وغيرها من الأنشطة الحيوية للجسم. على سبيل المثال، يمكن لمريض السكري استخدام جهاز مراقبة الجلوكوز لتتبع مستويات السكر في الدم وهذا يوفر للأطباء المراقبة المستمرة على مدار الساعة وأيضاً ينبه الفريق الطبي بشأن أي نتائج غير طبيعية مما يسمح لهم بالتدخل قبل أن تصبح الحالة أكثر خطورة، هذا النهج الاستباقي يساعد مقدمي الرعاية الصحية في منع المضاعفات وتحسين الصحة العامة للمريض. بالإضافة إلى تحسين نتائج المرضى، يمكن أن تساعد إنترنت الأشياء أيضًا في تقليل تكاليف الرعاية الصحية من خلال استخدام أكثر كفاءة للموارد وتقليل الفحوصات والإجراءات غير الضرورية. يمكن أن تقلل خدمات مراقبة المريض والتطبيب عن بُعد التي يتم تمكينها بواسطة أجهزة إنترنت الأشياء المتصلة من حاجة المرضى إلى زيارة المستشفى او العيادة، مما يوفر الوقت والمال للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية. علاوة على ذلك، يمكن استخدام البيانات التي تم جمعها بواسطة أجهزة إنترنت الأشياء وتحليلها لتطوير خطط علاج أكثر استهدافًا وفعالية. في المقابل تعتبر الخصوصية، وأمن البيانات، وتكامل الأجهزة والبروتوكولات من أكبر التحديات التي يجب أخذها في عين الاعتبار عند تطبيق إنترنت الأشياء في مجال الرعاية الصحية، نظرًا لاتصال كثير من الأجهزة ببعضها البعض، فإن تأمينها جميعًا سيكون التحدي الأكبر، ستحتاج جميع الأجهزة إلى أن تكون آمنة حتى تعمل تقنية إنترنت الأشياء بشكل فعال. *متخصص في التقنيات الحديثة والاتصالات