قال فخامة الرئيس صادير جباروف رئيس الجمهورية القرغيزية : " على الرغم من المسافة الجغرافية، يربط مناطقنا تاريخ واحد ، ودين واحد، وثقافة ، وقيم أواصر الأخوة لا تقدر بثمن، ومنذ الاستقلال اكتسبت بلداننا خبرة غنية في التعاون، سواء على أساس ثنائي أو في شكل متعدد الأطراف،لاسيما في إطار الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى التي عقدت أعمالها اليوم في جدة ، معرباً عن امتنانه لخادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود، وصاحبِ السموِّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،وليِّ العهد رئيس مجلس الوزراء، على التنظيم الراقي للقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، وكرم الضيافة في أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة. وعدّ فخامته القمة بالتاريخية، والعلامة الفارقة المهمة على الطريق المشترك لتعزيز العلاقات وتعميق التعاون، مشيراً إلى أن عقد هذه القمة دلالة واضحة على الفرص الكبيرة والرغبة في تعزيز الحوار السياسي وتوسيع التفاعل الاقتصادي والثقافي والإنساني بين جميع المشاركين على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، مؤكدًا أهمية مواصلة التبادل النشط لزيارات ثنائية رفيعة المستوى. وأضاف رئيس جمهورية قرغيزستان :" اليوم آسيا الوسطى هي منطقة نامية ديناميكيا ذات جغرافيا متنوعة، ونمو اقتصادي مستدام، وفرص تنمية جديدة، والتكامل الإقليمي هو عنصر أساسي في رؤيتنا المشتركة للمستقبل، وتؤيد قرغيزستان التعزيز المتسق والشامل لتكامل بلدان آسيا الوسطى، ونظل ملتزمين في مجال الأمن بأهداف توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، حيث يمكننا تعزيز إجراءاتنا المضادة وضمان أمن واستقرار بلداننا بشكل أكثر فعالية". وأشار إلى أن التعاون الاقتصادي والاستثماري يعد صميم جدول أعمال القمة، وهناك فرص هائلة يمكن استغلالها لصالح بلداننا وشعوبنا،التي تمتلك ثروة لا تقدر بثمن وهي رأس مال بشري، حيث تتمتع آسيا الوسطى بإمكانات قوية في التجارة والخدمات اللوجستية والنقل، داعياً العمل على تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات في قطاعات حيوية مثل الطاقة والبنية التحتية والزراعة والنقل والرعاية الصحية والسياحة والرقمنة والابتكار. ودعا فخامته دول الخليج إلى المشاركة في التنفيذ المشترك للمشروع الضخم لبناء خط سكك حديد بين الصين وقرغيزستان وأوزبكستان،الذي سيعزز التعاون التجاري والاقتصادي بين الأقاليم، وتوسيع روابط النقل والخدمات اللوجستية، بما في ذلك السكك الحديدية،وفتح الرحلات الجوية، التي ستسهل حركة البضائع ورأس المال بين مناطقنا، وتؤدي إلى تحفيز التجارة وتعزيز التبادل الثقافي. وقال : " أقترح خطوة إنشاء منطقة خالية من التأشيرات داخل مناطقنا، وتشجيع ودعم شركات الطيران لدينا، وفتح وتوسيع الرحلات المنتظمة بين العواصم، وتطوير طرق سياحية مشتركة، وتعزيز التعاون بين البنوك وتنمية التعاون التجاري والاستثماري". وأشار إلى أهمية مجال الطاقة الخضراء للاقتصاد وعَدِّه جوهر النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في قرغيزستان،حيث تمتلك إمكانات كبيرة لمصادر الطاقة المتجددة، ويعمل مجلس وزراء قرغيزستان بنشاط على مشروع بناء محطة الطاقة الكهرومائية، داعيًا شركاءنا من دول الخليج للنظر في إمكانية المشاركة في بناء هذه المحطة ،التي ستسهم بشكل كبير في تعزيز أمن المياه والطاقة الإقليمية. وأعرب في ختام كلمته عن امتنانه العميق للشركاء من دول الخليج على تعاونهم المثمر مع قرغيزستان من خلال مجموعة التنسيق العربية ،متمنيًا للقمة النجاح ، ومؤكدًا الالتزام بمواصلة تعزيز التعاون لتعميق شراكتنا.