أكّد المدير العام الإقليمي لشركة Visa في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وسلطنة عمان علي بيلون على أنّ قطاع التكنولوجيا المالية السعودي يشهد نمواً وتحولاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. وباتت المؤسسات المالية تدرك أهمية التكنولوجيا المالية لنموها ومستقبلها الرقمي بعد أن كانت تعتبرها بمثابة تهديدات، ولا شك أن منح البنك المركزي السعودي (SAMA) الترخيص ل 24 شركة في مجال التكنولوجيا المالية يسلط الضوء على الزخم المتزايد الذي يشهده قطاع التكنولوجيا المالية في المملكة العربية السعودية وقال في حوار موسع إنّ مسابقة "Visa في كل مكان" تساهم في حفز التعاون والابتكار بمجال التكنولوجيا المالية، مما يمكّن الشركات الناشئة من تحقيق تأثير هادف في القطاع، حيث تهدف "Visa في كل مكان" إلى تزويد الشركات الناشئة بمنصة لاستعراض حلولها المبتكرة في مجال المدفوعات والتجارة، إضافة إلى الوقوف على التحديات الاجتماعية ومعالجتها. * بداية.. لماذا تركز مبادرة "Visa في كل مكان" على الابتكار، وما الدور الذي تلعبه في تعزيز ودعم نمو الشركات الناشئة بمجال التكنولوجيا المالية والدفع في المملكة العربية السعودية؟ تلعب شركات التكنولوجيا المالية حالياً دوراً جوهرياً في تقديم حلول التجارة المبتكرة للمستهلكين والشركات، مع توفير الخدمات المالية أيضاً للأفراد الذين يعانون من نقص الخدمات بطبيعة الحال؛ مما يساهم في تحقيق النمو العادل والشامل. وتساهم مسابقة "Visa في كل مكان" في حفز التعاون والابتكار بمجال التكنولوجيا المالية، مما يمكّن الشركات الناشئة من تحقيق تأثير هادف في القطاع. وتعد "Visa في كل مكان" برنامجاً ومسابقة عالمية تهدف إلى تزويد الشركات الناشئة بمنصة لاستعراض حلولها المبتكرة في مجال المدفوعات والتجارة، إضافة إلى الوقوف على التحديات الاجتماعية ومعالجتها. وبإمكان الشركات الناشئة المشاركة في المسابقة وخوض المنافسة للحصول على فرص التمويل والإرشاد، والوصول إلى شبكات Visa واسعة النطاق ضمن القطاعات المصرفية والتجارية والحكومية. وإلى جانب الجوائز المالية المجزية، يساهم الفوز بالمسابقة في حصول الشركات على تقدير إحدى العلامات التجارية الأكثر موثوقية في العالم. وفي النسخة الأخيرة من مسابقة "Visa في كل مكان" في المملكة العربية السعودية؛ فازت "أموال تك"، وهي شركة توفر حلول دفع مبتكرة قائمة على المصادقة ومقرها الرياض، بالجائزة الأولى وقدرها 150 ألف ريال (40 ألف دولار). وستشارك حالياً في نهائيات المسابقة لمنطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. أما المركز الثاني، فكان من نصيب شركة "لمه للتكنولوجيا المالية"، حيث فازت بجائزة نقدية قيمتها 100,000 ريال (27,000 دولار)؛ بينما حصلت "مُناك" على المركز الثالث وجائزة نقدية قيمتها 50,000 ريال (13,000 دولار). وقدمت نسخة هذا العام من المسابقة أيضاً "جائزة التأثير" للشركة التي توفر حلاً يُحدث تأثيراً اجتماعياً إيجابياً على المجتمعات المحلية، مثل المبادرات الرامية إلى تعزيز الشمول المالي، أو ترسيخ الاستدامة، أو حماية البيئة. وتمكنت "لمه للتكنولوجيا المالية" من حصد جائزة التأثير في المملكة العربية السعودية، ونالت جائزة نقدية قيمتها 50,000 ريال (13,000 دولار). وتتطلع Visa إلى العمل مع هذه الشركات المالية لتقديم أفضل الابتكارات والمنتجات في عالم التجارة الرقمية للمستهلكين والشركات في المملكة العربية السعودية. * كيف يصف الفائزون بمسابقة "Visa في كل مكان" في المملكة العربية السعودية تجربتهم؟ هذا العام، أفضت المنافسة بين المتأهلين النهائيين من شركات التكنولوجيا المالية إلى حدث نهائي مبهج حقاً ونشكر الجميع على المشاركة فيه، فقد كانت المنافسة شديدة عكست مستوى المشاركات والإمكانات التي يمكن تحقيقها في مجال التجارة والمدفوعات الرقمية. كما نشكر لجنة التحكيم المؤلفة من ناصر الكثيري، مدير عام وحدة تمكين ريادة الأعمال في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية؛ وفراس اللواتي، رئيس لجنة التكنولوجيا المالية في البنك المركزي العماني؛ وياسمين آل شرف، مدير وحدة التكنولوجيا المالية والابتكار في مصرف البحرين المركزي؛ والأستاذ نزار الحيدر، المدير العام لمبادرة "فنتك السعودية"؛ وكارل مانلان، نائب رئيس الأثر الاجتماعي لمنطقة أوروبا الوسطى والشرقية ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى Visa؛ وعلي بيلون، المدير العام الإقليمي لشركة Visa في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وسلطنة عمان، على قراراتهم وتقييماتهم القيّمة. وفي معرض وصف تجربته، قال محمد زاغو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة " أموال تِك": "تعتبر مبادرة 'Visa في كل مكان' تجربة رائعة للغاية، حيث تتيح وصولاً قيّماً لهذه الشبكة الرائدة عالمياً وإمكانية توطيد العلاقات معها. ويساهم الفوز بالمسابقة في دعم مسار نمونا وفتح آفاق شراكة جديدة أمامنا للحصول على حلول من شأنها تطوير هويتنا المؤسسية وحلول المصادقة البيومترية التي نوفرها". من جانبه أعرب سيد رازا، كبير مسؤولي المنتجات في شركة "لمه للتكنولوجيا المالية" عن تقديره العميق للمبادرة قائلاً: "يشرفنا أن نفوز بالمركز الثاني في مسابقة 'Visa في كل مكان' في المملكة العربية السعودية لعام 2023. ورغم أن هذه التجربة لم تكن سهلة، إلا أنها رسخت النهج الاستراتيجي الذي تتبناه 'لمه للتكنولوجيا المالية' لاستكشاف الإمكانات الهائلة للشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. ولا شك أنه من الرائع أن نحظى بدعم مثل هذه المبادرات الرائعة، خاصة وأنها من علامة تجارية معروفة مثل Visa. فهي تدعم رسالتنا ومساعينا لإحداث تغيير إيجابي بوتيرة متسارعة". وبدوره قال نيخيل باباريا، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "مُناك": "توفر لنا مسابقة 'Visa في كل مكان' الكثير من الفرص لتحقيق الشمول المالي في المجتمعات التي تعاني من نقص الخدمات والمنتجات المالية داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. ونحن متحمسون للتعاون مع Visa والمساهمة في رسالتها الاجتماعية ونشر السعادة والوئام والسلام داخل المجتمع". * كيف تنظرون إلى قطاع التكنولوجيا المالية السعودي؟ وماهي فرص الاستثمار فيه؟ شهد قطاع التكنولوجيا المالية السعودي نمواً وتحولاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. وباتت المؤسسات المالية تدرك أهمية التكنولوجيا المالية لنموها ومستقبلها الرقمي بعد أن كانت تعتبرها بمثابة تهديدات. ولا شك أن منح البنك المركزي السعودي (SAMA) الترخيص ل 24 شركة في مجال التكنولوجيا المالية يسلط الضوء على الزخم المتزايد الذي يشهده قطاع التكنولوجيا المالية في المملكة العربية السعودية. ويتمثل أحد التوجهات الملحوظة في قطاع التكنولوجيا المالية السعودي حالياً في نهج 'الهاتف المحمول أولاً'، عقب الارتفاع السريع لموجة حلول المدفوعات والخدمات المقدمة عبر الهاتف المحمول. ويتيح هذا النهج وصولاً مالياً أوسع نطاقاً للأفراد الذين يمتلكون أجهزة محمولة لكنهم لا يمتلكون حسابات مصرفية. ومن خلال شراكتنا مع STC Pay، نجحنا بتوفير بطاقات اعتماد Visa للعملاء في المملكة، حيث أصدرنا أكثر من مليون بطاقة في غضون 4 أشهر فقط. وهو ما أتاح إمكانية الدفع بشكل أسرع وأسهل لعدد أكبر من الأفراد. وساهم الطلب المتزايد من قبل العملاء والجهات التنظيمية المعنية، إلى جانب تعدد خيارات التكنولوجيا والمنافسة من جانب شركات التكنولوجيا المالية المعروفة؛ في الارتقاء بقطاع التكنولوجيا المالية إلى صدارة أجندة النمو الخاصة بالمؤسسات المالية الرائدة. وهذا ما يفتح آفاقاً استثمارية مهمة في قطاع التكنولوجيا المالية السعودي فيما تسعى المؤسسات جاهدة للحفاظ على قدراتها التنافسية وتلبية متطلبات العملاء المتنامية. *ما هو تقييمكم لتجربة التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية؟ من الواضح أن جائحة "كوفيد – 19" قد حفزت ارتفاع موجة الرقمنة إلى مستوى غير مسبوق، مما أفضى إلى تحول كبير في توقعات المستهلكين. وخلال فترة الجائحة، لعبت التجارة الإلكترونية دوراً مهماً كطوق نجاة بالنسبة للمستهلكين، خاصةً لشراء احتياجاتهم الأساسية مثل مواد البقالة. ونتيجة لذلك، شهد نهج الدفع نقداً عند الاستلام (COD) تراجعاً كبيراً بنسبة 85٪ بين أوساط المستهلكين السعوديين، مما يسلط الضوء على الاعتماد المتزايد على طرق الدفع الرقمية. ولعل هذا التحول في سلوك المستهلك فرض على الشركات الاستجابة للتوجه الجديد بسرعة. ففي البداية، كان الأمر مجرد استجابة لتداعيات الجائحة، لكن الشركات سرعان ما أدركت أهمية توفر الخبرات الرقمية التي تواكب توقعات المستهلك وتضمن الحفاظ على القدرة التنافسية. وفي الواقع، يعتبر 71٪ من تجار المملكة المدفوعات الرقمية استثماراً ضرورياً لتعافي أعمالهم. كما قفز اعتماد المدفوعات اللاتلامسية في المملكة العربية السعودية من 4% في عام 2017 إلى 94% في نهاية عام 2020، مما جعل المملكة تحتل المرتبة الأولى بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتتجاوز عالمياً متوسط الاتحاد الأوروبي وقبل هونج كونج وكندا. وهذا ليس مفاجئاً باعتبار أن 9 من كل 10 معاملات في السعودية تتم باستخدام بطاقات أو أجهزة لا تلامسية. ونحن في Visa نحرص دوماً على التعاون مع شركائنا المصرفيين والحكوميين والعاملين بمجال التكنولوجيا المالية لتطوير وتقديم حلول مبتكرة تمكّن الشركات من الازدهار في عالمنا الذي بات يركز على الحلول الرقمية بعد تفشي الجائحة. كما أننا ندرك أهمية دعم الشركات للتكيف مع المشهد المتغير وتلبية المتطلبات الديناميكية للمستهلكين.