"الشوكولاتة" ليست حلوى رفيعة المذاق ورفيقة الهدايا والمناسبات وحسب بل أصبحت دخلاً اقتصادياً استثمارياً قويّاً، وصناعتها وتجارتها وتميز أسواقها ومعروضاتها، ضمن تميز المنتجات وأنشطة السوق السعودية الأكبر في المنطقة، ستتيح فرصاً واعدة في سوق العمل لأبنائنا ولرواد الأعمال.. بدأت رحلة الشوكولاتة عندما عرف العالم شجرة الكاكاو قبل الميلاد، وحسب مراجع العصر الحديث، كان أول مصنع شوكولاتة تم افتتاحه في الولاياتالمتحدة الأميركية عام 1765م بولاية ماساتشوستس، وفي عام 1828 اخترع الكيميائي الهولندي "فان هوتين" أول ماكينة لإزالة نصف الدهون الطبيعية من الكاكاو المر وتحويله إلى قوالب، حيث انخفضت أسعارها لأزمنة عديدة ولم تعد محصورة على الأغنياء، وأصبحت مرغوبة بشكل كبير في أنحاء العالم، لتتقدم بعدها صناعة الشوكولاتة مع زيادة إنتاجها أيضاً بالتقنيات الحديثة، وبعد أن عرفت أوروبا الشوكولاتة بدأت في تطوير نكهاتها وأنواعها المختلفة، وإلى جانب ألمانيا وسويسرا، اشتهرت بلجيكا في صناعة الشوكولاتة على مدار قرن ونصف، ويوجد بها متحف كبير يحتوي على مجسمات من الشوكولاتة توثق اختراعات الأصناف وأسمائها، بدءاً من المرة الحلوة، والممزوجة بالحليب، والشوكولاتة البيضاء والداكنة. "الشوكولاتة" التي صادف يومها العالمي أول من أمس، أصبحت جزءاً من حياتنا في هدايانا المحببة أو كعنوان لضيافتنا ومناسباتنا المتعددة؛ لذا لا غرابة أن تقدر أسواقها في العالم بأكثر من مئة مليار دولار، ويتوقع أرتفاعها إلى نحو 160 ملياراً خلال أعوام قليلة قادمة بحسب تقارير متخصصة، بعد إنتاج المزيد من الشوكولاتة الخالية من السكر والجلوتين، وبحسب تقارير عالمية منها سوق الشوكولاتة المتميز - النمو والاتجاهات والتوقعات (2023 - 2028)، فإن سوق الشوكولاتة الفاخرة سينمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.34 ٪ على مدى السنوات الخمس المقبلة. وكما هو العشق البشري للشوكولاتة في العالم، فقد سجلت المملكة سطوراً في هذه القصة بنمو الاستثمارات وتميز أسواقها ومعروضاتها من الشوكولاتة والحلويات بشكل عام، ضمن تميز المنتجات وأنشطة السوق السعودية الأكبر في المنطقة، واستيعابها أيضاً لواردات الشوكولاتة من أشهر الدول المنتجة في العالم. السعودية تعد السوق الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط من حيث استهلاك الشوكولاتة، إذ تستورد سنوياً 600 طناً منها، أي أنها أصبحت من الأسواق الجاذبة للاستثمار في المملكة، مع زيادة حجم الاستيراد لمدخلات إنتاج الشوكولاتة من خارج السعودية، وبروز شركات ومصانع جديدة في السوق. هذا المنتج الغذائي، الذي أصبح صناعة عالمية بفنون مبهرة لأصنافها ومذاقها وفوائدها الصحية، ومكوناً محبباً لقائمة متنوعة من الحلويات في المملكة وأسواق العالم، فطبقاً لبيانات محدثة للمركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية، بلغ حجم الاستثمار في صناعة الحلويات والشوكولاتة في المملكة 35 مليار ريال، تم ضخها في 1066 مصنعاً، وتبلغ نسبة المستثمرين السعوديين في القطاع 92 %، وهي أرقام تؤكد المستوى المرتفع للإقبال على منتجات الشوكولاته والحلويات، وحضورها في السلوك الغذائي لشرائح واسعة من المجتمع، ورقي الضيافة ورمز المحبة في العادات والتقاليد والمجاملات والمشاركات الاجتماعية. وبحسب هيئة الزكاة والضريبة والجمارك فقد بلغ حجم واردات المملكة من الكاكاو 37,080,007 كيلوغراماً خلال الربع الأول من عام 2023م، فيما بلغ حجم واردات المملكة من الكاكاو 127,141,853 كيلوغراماً خلال عام 2022م. إن شركات ومصانع الشوكولاته في السعودية، بدأت تمتلك مهارات رائعة ومحترفة في هذا المجال، ولا تزال السوق تستوعب أكثر فأكثر وبالإمكان أن يكون بيئة استثمارية جاذبة حتى لمستثمرين من خارج السعودية، وبذلك فإن تنوع مصانع الشوكولاتة محلياً يعكس جدوى الاستثمار في قطاع الحلويات ومنها الشوكولاتة، مما سيحث على زيادة الإقبال على إنشاء مصانع الشوكولاته في السعودية في الفترة الأخيرة، والتي وصلت تقريباً عدد المصانع إلى 160 مصنعًا متخصصاً في المجال. ولأنه يعدها الكثير هرموناً للسعادة؛ فينصح الكثير من خبراء التغذية بتناول الشوكولاتة، خاصة الداكنة منها، لفوائدها العديدة ومنها رائحتها المحفزة لموجات "ثيتا" حول الدماغ التي تجعل الجسم في حالة استرخاء، وهي غنية بالحمض الأميني الذي يساعد على إفراز هرمون السعادة "السيروتونين"، وبالتالي تساعد في مواجهة اعتلال المزاج، كما تحتوي على مضادات للأكسدة تساعد على خفض ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية، ومنه تشكل نسبة الذين لا يحبون الشوكولاتة 4 %، بينما يعشقها 96% من الناس في العالم ويختلف الإقبال عليها حسب رغباتهم وقدراتهم ومناسباتهم. "الشوكولاتة" ليست حلوى رفيعة المذاق ورفيقة الهدايا والمناسبات وحسب بل أصبحت دخلاً اقتصادياًَ استثمارياً قويّاً، وصناعتها وتجارتها وتميز أسواقها ومعروضاتها، ضمن تميز المنتجات وأنشطة السوق السعودية الأكبر في المنطقة، ستتيح فرصاً واعدة في سوق العمل لأبنائنا ولرواد الأعمال.