بلا شك هناك أمور تتشابه فيما بينها، ومن ذلك ما حدث لجماهير النصر من فرحة بالتعاقد مع رونالدو حدث كذلك لجماهير باريس لما نجح في التعاقد مع الرقم واحد في كرة القدم ميسي، ولكن التعاقد مع لاعب له تاريخ غني بالإنجازات التي ليس من السهولة تكرارها لم يكن كافياً. الجماهير فرحت لأن الطموحات تجاوزت الواقع، والأحلام أصبحت منطقاً، وتحقيق البطولات مسألة وقت، خاصة تلك البطولة المستعصية على الفريق الباريسي دوري الأبطال. ولكن كان الواقع مريراً، والحلم مجرد كابوس، والطموح تلاشى نظراً لما يقدمه اللاعب الذي فرح الجماهير بتعاقد النادي معه، ثم بدأ شعور الفرح بوجود اللاعب ينقلب إلى كره، حتى هتفت الجماهير الباريسية ضد اللاعب الذي كان حلمهم أن يلعب بناديهم والآن يهتفون بطرده. بالطبع جاء رونالدو والنصر كان بالصدارة، والجميع كان يجزم أن النصر سيحسم النصر حتى بدون رنالدو، ولكن الأمور انقلبت رأساً على عقب وأصبح الفريق الذي لا يمكن هزيمته لا يستطيع الانتصار بوجود رونالدو، الذي أشعل وقود الحماس في لاعبي الخصوم بتقديم أفضل ما لديهم، وانتهت الأمور كما يعلم الجميع بموسم صفري. وكانت جماهير النصر تدافع عن رونالدو وأنه يوجد معه لاعبون لا يساعدونه، وقد يكونوا صائبين في بعض الأمور ولكن هم يخفون حقيقة أن رونالدو تقدم بالسن. ولكن من رأى رونالدو مع منتخب البرتغال يعلم يقيناً أن المشكلة لم تكن في لاعبي النصر وحدهم بل أيضاً في رونالدو نفسه، الذي لم يعد ذلك الدون المرعب للخصوم، هذه الحقيقة شئت أم أبيت. الموسم القادم سيكون مختلفاً جداً، الدوري لم يعد كالسابق، رونالدو سيواجه نجوماً من مستوى عالٍ جداً، فهو سيواجه بنزيما المتألق، وكانتي الذي لا يتعب، وكوليبالي المرعب، ونيفيز العبقري، وما زال النجوم يأتون إلى الدوري السعودي ليصبح دورياً لافتاً ليس في الوطن العربي كالسابق بل في العالم أجمع. هنا سننتظر، هل حب جماهير النصر لرونالدو وإعجابهم بتاريخه سيستمر؟ هل سيصمد هذا العشق من هذه الجماهير المتعطشة للبطولات للأسطورة رنالدو أم أن مشاعر الغضب ستزيح ذلك الإعجاب؟ السؤال الذي لن أستطيع الإجابة عليه الآن، هل سنسمع هتافات جماهير النصر المطالبة بطرد الدون من النصر؟ كل ذلك سنعرفه حينما يبدأ الموسم القادم ويظهر رونالدو باهتاً لا يستطيع أن يساعد الفريق في تحقيق الانتصارات وحصد البطولات، وأتمنى أن ينجح رونالدو في جعل توقعاتي خطأ، وأنه ما زال يمتلك قيمة ليست تاريخية فقط بل في أرضية المبدع، ويظهر الدون كما تعود الظهور في أيام المجد. 1