لأول مرة في الشرق الأوسط، نجح مركز العلوم العصبية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، في زراعة شرائح التخطيط الكهربائي داخل المخ بدون جراحة، لطفلٍ لم يتجاوز عامه الحادي عشر، يعاني من الصرع العنيد غير المستجيب للأدوية؛ بهدف تحديد مناطق البؤر الصرعية في الدماغ، لإزالتها لاحقاً، وذلك في إجراء طبي بديل عن الجراحة، يُنفذ باستخدام تقنية التوجه اللمسي "Stereoelectroencephalograph". وتعتمد تقنية التوجه اللمسي على الحد الأدنى من المداخلة الجراحية، تتمثل في عمل ثقوب مساحتها 2 ملم في عظام الجمجمة، لزراعة شرائح تخطيط كهربائي لقياس النشاط الكهربائي من داخل الدماغ، وتشخيص المناطق التي تنشأ فيها البؤر الصرعية. وأوضح استشاري وحدة الممارسة المتكاملة للصرع بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور إبراهيم الثبيتي، أنَّ تنفيذ مثل هذا الإجراء الطبي على الأطفال تصحبه تحديات تختلف عن فئة الكبار، إذ يُتوقع من الكبار الالتزام التام بالتعليمات التي تقدم لهم، على عكس الأطفال الذين يصعب ضبط حركتهم لفترات طويلة، وهو ما يزيد من صعوبة تنفيذ الإجراء الطبي، إلا أن الفريق الطبي استطاعتجاوز التحدي بنجاح تام باستخدام تقنية التوجه اللمسي. وبعد زراعة الشرائح، يخضع المريض للمراقبة لأيام، لتحديد مصدر النوبة بدقة متناهية، وتحديد الأنسجة التي يجب إزالتها أو استئصالها للقضاء على نوبات الصرع؛ بهدف علاج المريض وتحسين نوعية حياته وعائلاتهم. وتمتاز التقنية الحديثة بقصر الوقت، وقلة التكلفة، وزمن استشفاء أسرع، إذ لا تتجاوز فترة الإجراء الطبي 45 دقيقة، كما لا تزيد مدة الاستشفاء عن 48 ساعة، بينما تنخفض التكلفة بنسبة 60٪ عن الإجراء السابق، والمتمثل في إخضاع المريض لجراحة تستأصل جزءاً كبيراً من عظام الجمجمة مؤقتاً للوصول إلى الدماغ، بهدف زراعة شرائح التخطيط الكهربائي؛ وهو إجراء طبي يمتد لتسع ساعات، إضافة إلى ما يصاحب ذلك من آلام ومخاطر حدوث التهابات، فضلاً عن مضاعفات التخدير المحتملة. ويقدم مركز العلوم العصبية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، رعاية عالية الجودة للمرضى البالغين والأطفال المصابين بالصرع المعقد والحراري، عبر فريق متعدد التخصصات من الأطباء والجراحين، وباستخدام أحدث تقنيات التشخيص وخيارات العلاج الجراحي. وقد حقق المركز سبقاً عالمياً بإجراء عملية فصل فص مخ لأصغر طفل في العالم، لم يتجاوز 14 يوماً، لعلاج الصرع العنيد، وقد تماثل الطفل للشفاء تماماً بعد أن كان يعاني من تخدير وإغماء كامل قبل العملية. ويأتي هذا الإنجاز، في إطار مساعي "التخصصي" الدائمة لتسخير كافة الإمكانات، وجلب أحدث التقنيات، لتحسين النتائج وتجربة المريض، وكفاءة التشغيل، ليكون الخيار الأمثل لكل مريض في مجال تقديم الرعاية الصحية التخصصية، ولإتاحة خدماته لشريحة أوسع من المستفيدين. ويُعدُّ مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من بين المستشفيات الأبرز عالمياً في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، وصُنِّف مؤخراً في المركز ال20 في قائمة أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم لعام 2023، والأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بحسب تصنيف براند فاينانس (Brand Finance).