ما إن أعلنت وزارة الرياضة في وقت سابق تكفلها (ببعض الصفقات) للأندية جمعاء بلا استثناء، مع تفاوت في أرقام الصفقات بناء على مستوى النادي ومركزه وجماهيريته ومشاركاته وما يناسبه من لاعب/ مدرب، وهذا مفهوم (من قبل من يفهم الرياضة وكرة القدم تحديداً) ويحمل في طياته عدلا وهو أساس القيم وميزان المبادئ وهو الأهم، إلا وظهرت فئة تعتقد أن كرة القدم ميدان معركة تسقط فيه المبادئ والمصداقية ولا مكانه فيه لأمانة النقل ويجوز فيه التزييف والافتراء ومباح فيه الافتئات وليس ميدان رياضة وتنافس شريف وسبيل إلى الرقي في الكمالات وتكون فيه المنافسة بين الأنداد بالحب والاحترام وليس بالحقد والامتهان...! كثير من هذه الفئة من إعلاميين وصحافيين ومغردين مؤثرين (وأنا هنا أتحدث عمن يُسمع له ويُنقل عنه)، يخالفون الحقائق ويزيفونها ويحرفون الكلم عن مواضعه في كثير من الأمور والأحداث وتختلف أطروحاتهم إن كانت تمس فريقهم عنها في حال مساسها بالمنافس، ومن أعظم تلك المغالطات التي يستخدمونها هي مغالطة الاحتجاج بالجهل، فالعنقاء حقيقة لأنه لا يوجد دليل ينفي وجودها..! فعندما يقوم النادي (أي نادٍ) بالإعلان عن إبرام صفقة متميزة تجد هؤلاء القوم الذين ينتمون لهذا النادي ينبرون بقضهم وقضيضهم وعلى بكرة أبيهم للإدعاء بأن النادي هو من مول هذه الصفقة ودفعها من حر ماله وعرق جبينه منطلقين لا يلوون على شيء من مبدأ (بفلوسنا يا عُبيد ماش معروفي) وليس الوزارة وكل براهينهم ودلائلهم وقرائنهم هي أن الوزارة لم تعلن تكفلها بالصفقة والنادي لم يشكر الوزارة، رحماك يا إلهي...! وللأسف الكثير منهم يعلم علم اليقين أن الوزارة هي من تقوم بتسديد المبلغ كاملاً أو مجزءاً ولكنهم يتعمدون التضليل وتزييف الحقائق بهذه الإدعاءات المغلوطة والمزيفة وهذا ما ينعكس على نظرة متابعيهم ومحبيهم الذين ينقلون عنهم كل أو جل ما يتلقفونه منهم لعدل الوزارة وأهدافها واختلاق عدائية شديدة تجاهها من قبل جمهور النادي وإثارتهم وتأليبهم عليها والإضرار ببعضهم ممن لا يتمالك نفسه وسرعان ما يقع بالمحظور بتغريدة منفعلة ومنفلته يتهم بها الوزارة أو المسؤولين بتجاهل فريقه ومحاباة المنافسين وقد يصاحبها بتجاوزات تجعلها عرضة للعقوبات، فهم تركوا تقييم مستوى اللاعب/ المدرب وحاجة الفريق لخدماته وتناغمه وانسجامه وما إلى ذلك من الأمور الفنية وجنحوا لمن مول الصفقة؟!!! فليس المهم من مولها المهم نجاحها... وحقيقة لا أتفهم أين مكمن العيب ومناط الغضاضة في الاعتراف بتكفل الوزارة لبعض الصفقات؟ أو الإقرار بتسديدها للديون؟ لا سيما وهو مشروع دولة وأهداف رؤية لها معاييرها ومسطرتها التي تقاس عليها نوعية مثل هذه الصفقات ويعرف ذلك القاصي والداني ولا حرج بل من العدل كل العدل الذي أُمرنا بالنطق به الصدح بهذه المعلومة وإظهارها وإسداء شكر صاحب المعروف ونسبته لأهله حيث قال بعض الحكماء: إذا قصرت يدك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر وقالوا للشكر ثلاثة منازل: ضمير القلب، ونشر اللسان، ومكافأة اليد، ولا أقل من نشر اللسان وبسط أنام اليد بذكر الحقيقة وشكر أهلها وعدم التنكر لهم...!