المخدرات وإدمانها من التحديات التي تلقي بظلالها على المجتمع ليس لأنها تستهدف فئتي النشء والشباب فقط بل تتسبب في تكلفة اجتماعية وتنموية باهظة أيضًا. من أجل ذلك قادت المملكة حرباً على المخدرات حرصاً من قيادتنا الرشيدة في حفظ الأمن وتماشياً مع المقاصد الشرعية لحفظ النفس والعقل والدين. فأصبح من المهم مساندة الجهات الأمنية في التبليغ عن المهربين والمروجين وتكثيف برامج التوعية بأضرار المخدرات وتوضيح الحيل الكاذبة لترويجها على أنها (تساعد في تحسين المزاج وتنشيط الذاكرة)، ونصح النشء بالابتعاد عن رفقاء السوء الذين يقفون خلف جميع الانحرافات التي تؤدي إلى ممارسات سيئة كالمخدرات والتدخين والشذوذ والانخراط في سلوكيات أخرى مثل التغيب عن المدرسة والتنمر والابتزاز وغيرها. وعلى الأسرة أن تحافظ على استمرار خطوط التواصل مع ابنها فتشعره بالأمان وتجعله يتحدث عن أي شيء وفي أي وقت، وتقوية شخصيته ليتمكن من قول "لا" من دون الشعور بالحرج حينما تعرض عليه سيجارة أو مخدرات أو أي أمر سلبي. فنجاح تلك الجهود يعتمد على دور الأسرة لضبط سلوكيات أبنائها. ولكون التوعية هي الدرع الحصين، وهنا أجد أن من المهم المبادرات المجتمعية والتعاون بين الجميع؛ وأذكر على سبيل التمثيل المبادرة التي تمت في جلاجل لمكافحة المخدرات حيث دشن رئيس المركز م. عبدالله السويد حملة أطلقها مركز عبدالعزيز الشويعر الصحي بقيادة الأستاذ خالد العمران مستشعراً أهمية الشراكات المجتمعية حيث بدأت بمركز جلاجل ثم توجهت إلى ثانوية المؤرخ عثمان بن بشر وشملت أيضاً زيارة للبلدية والالتقاء بمنسوبيها ورئيسها الأستاذ حمود الدلبحي. وبالتعاون مع جمعية التنمية بجلاجل وفريقها التطوعي المميز (رواء) نُفذ برنامجٌ توعويٌ لمنسوبي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن اشتمل على بنرات وبرشورات وكلماتٍ توجيهية قدمها د. أشرف الحسن بمجمع الشيخ صالح العواد لتحفيظ القرآن تعاون فيه مدير المجمع الأستاذ ماجد العمران وزملاؤه. وبرنامجٌ نسائيٌّ للطالبات عبارة عن وسائل توعوية ومطويات ومعرضٍ مصاحب وكلماتٍ توجيهية قدمتها الأستاذة نوف الطويل في دار والدة علي الماجد النسائية للقرآن وكان بتعاون من مديرتها الأستاذة مزنه الدحمان وزميلاتها. وأقامت ثانوية البنات معرضاً شارك فيه المركز الصحي وتحدثت على هامشه الأستاذة صفية المطيري عن المخدرات. ونُظِّم بمركز جلاجل حملاتٌ شملت نقاطاً أمنية في أماكن متنوعة على مدى الأيام الماضية عن طريق مركز جلاجل والمخفر. تأتي هذه الجهود على رأس أولويات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة التنموية والاقتصادية والصحية. فالمخدرات كالحرب إن لم ندفعْها كانت العواقب وخيمة؛ وقد رأينا كيف حدث في بعض الدول حين انتشرت من الدمار والفساد والفقر والضلال والانحلال.