يُعد الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أهم التطورات التقنية في القرن الواحد والعشرين، ويُعد مصدرًا حيويًا للثروة والقوة، ويُحدث الذكاء الاصطناعي تغييرات جذرية في العالم ويؤثر على مستقبل البشرية في مجالات متنوعة تشمل الاقتصاد، والصناعة، والبيئة، والمجتمع. في هذا المقال سنستعرض بعض الحقائق والأرقام والأمثلة على كيف يُغير الذكاء الصناعي العالم ويشكل مستقبلاً جديداً للإنسانية. من المتوقع أن يُسهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في النمو الاقتصادي العالمي، ووفقًا لتقديرات الاستشاري برايس ووتر هاوس (PWC)، يمكن أن يزيد الذكاء الاصطناعي الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تصل إلى 14 % بحلول عام 2030، ما يعادل 15.7 تريليون دولار، ومن المتوقع أيضاً أن يُوفر الذكاء الاصطناعي 58 مليون وظيفة جديدة على مستوى العالم بحلول عام 2030 بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث تستثمر الدول نحو 50 مليار دولار سنويًا في البحث والتطوير الخاص بالذكاء الاصطناعي. يُحسن الذكاء الاصطناعي كفاءة إدارة البنية التحتية والطاقة من خلال تحليل بيانات الاستخدام وتوقعات المستقبل وتعزيز الاستجابة للتغيرات المفاجئة في الطلب، اعتمدت العديد من الشركات الذكاء الصناعي لتحسين عملياتها وتقليل التكاليف وزيادة الأرباح، وأنشأت شركة ديب مايند (DeepMind) التابعة لغوغل نظام ذكاء صناعي يقلل استهلاك الطاقة في مراكز البيانات الخاصة بها بنسبة 40 %، مما أدى إلى تقليل استهلاك الطاقة الكلي بنسبة 15 %، مما يوفر ملايين الدولارات من تكاليف الطاقة سنويًا. وتستخدم بعض الشركات مثل أمازون مجموعة متنوعة من تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتنبؤ الطلب على الملايين من المنتجات عبر مختلف الفئات، فمن خلال تنبؤ الطلب بدقة يمكن للشركة تحسين إدارة المخزون لضمان عدم نقص أو زيادة المخزون بشكل أعلى من الاحتياج، وتحسين رضا العملاء من خلال جمع البيانات وتحليلها حيث تجمع أمازون كمية هائلة من البيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك المبيعات التاريخية وخصائص المنتج ومراجعات العملاء والتسعير والاتجاهات الموسمية. كما تعمل البيانات الغنية التي تجمعها أنظمة الذكاء الاصطناعي للشركة كأساس لتدريب وتحسين نماذج التعلم الآلي، إضافة إلى خوارزميات التعلم الآلي والتي تستخدمها الشركة، مثل: التعلم العميق وتحليل السلاسل الزمنية والتنبؤ الاحتمالي، لتحليل البيانات وبناء نماذج تنبئية يتم تحديثها باستمرار مما يضمن أن تظل توقعات المنتجات وطلبات العملاء دقيقة فضلاً عن التسعير الديناميكي من خلال تحليل أنماط الطلب وسلوك العملاء، ما يساعد في تنفيذ استراتيجيات تسعير ديناميكية يمكن أن تعدل أسعار المنتجات في الوقت الفعلي استنادًا إلى العرض والطلب، وهو ما يعطي مؤشراً على كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في زيادة أرباح الشركات ونموها في مختلف القطاعات. ختاماً، ساهم ويساهم النفط في إمداد العالم بالطاقة ما يعزز الحياة المدنية ويضمن استمرارها بنهج يحقق للإنسانية النمو المستدام في مختلف المجالات والقطاعات وهو الدور القادم للذكاء الاصطناعي.