شهدت العاصمة السودانية الخرطوم أمس السبت، إطلاقا للنار من أسلحة مختلفة وانفجارات، رافقها تحليق متواصل للطيران الحربي. وأفاد مراسل قناة»آر تي عربية» الروسية أمس باندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة السودانية والدعم السريع، بعد محاولة الأخير دخول مقر القوات جنوبالخرطوم. وتجددت الاشتباكات في ولاية جنوب دارفور بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع إطلاق قذائف بشكل عنيف باتجاه عدد من المناطق. وشهد السودان الجمعة خروج مسيرات شعبية في عدة مناطق، وعلق رئيس حركة تحرير السودان مصطفى تمبور عليها قائلا إن: «خروج الشعب السوداني يعتبر تفويضا للقوات المسلحة لاستخدام القوة المميتة لحسم الدعم السريع»، على حد تعبيره. وفي وقت سابق، أعلنت الولاياتالمتحدة الأميركية أنها أرجأت المحادثات الهادفة إلى وقف العنف في السودان، لأنها «لا تحقق النجاح المنشود بشكلها الحالي». بحسب «آر تي عربية». وتوسطت المملكة والولاياتالمتحدة في اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلال محادثات بمدينة جدة السعودية. لكن تقارير صحفية رصدت انتهاكات من الجانبين. ويدور قتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من شهرين، تسبب في إلحاق الدمار في العاصمة وأدى إلى اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في منطقة دارفور الواقعة غربي السودان، وإلى فرار أكثر من 5ر2 مليون من ديارهم. ودعت الأممالمتحدة إلى «تحرك فوري» السبت لوضع حد لعمليات القتل التي تستهدف أشخاصا فارين من الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، على أيدي مليشيات عربية تؤازرها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وكتب مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في بيان «نشعر بقلق بالغ من استمرار عمليات القتل العشوائي هذه وندعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لها». وتابع البيان «يجب ضمان ممر آمن للأشخاص الفارين من الجنينة والسماح للوكالات الإنسانية بالوصول إلى المنطقة لاستعادة جثث القتلى». وتلقت المفوضية العليا هذه المعلومات من خلال مقابلات أجريت مع لاجئين فروا من الجنينة والمنطقة المحيطة بها إلى تشاد المجاورة. وتفيد «هذه المعلومات المتطابقة» أن رجال قبيلة المساليت مستهدفون بشكل خاص في عمليات القتل. وقالت المفوضية العليا «من بين 16 شخصًا تمكنا من مقابلتهم حتى الآن، قال 14 شخصًا إنهم شهدوا عمليات إعدام بإجراءات موجزة واستهداف مجموعات من المدنيين على الطريق بين الجنينة والحدود - سواء بإطلاق النار مباشرة على أشخاص أمروا بالاستلقاء على الأرض أو إطلاق النار على مجموعة من الناس». وتتعلق الشهادات بجرائم قتل وقعت يومي 15 و16 يونيو، وكذلك الأسبوع الماضي. وأفاد تقرير للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع أن 1100 شخص قُتلوا في مدينة الجنينة وحدها. وقالت المفوضية «نفهم أن أعمال القتل وأعمال العنف الأخرى مستمرة ويصاحبها خطاب كراهية مستمر ضد مجتمع المساليت، بما في ذلك دعوات إلى قتلهم وطردهم من السودان». ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان قادة قوات الدعم السريع إلى «الإدانة الفورية والصريحة لقتل الأشخاص الفارين من الجنينة ووقف أعمال العنف الأخرى وخطاب الكراهية ضدهم على أساس انتمائهم العرقي». وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن أعمال القتل وأعمال العنف الأخرى وقالت إن الجنينة صارت غير صالحة للعيش بعد تدمير مرافق البنية التحتية الأساسية في حين ما زال إيصال المساعدات الإنسانية متعذرًا. ودعت المفوضية إلى المبادرة «على الفور لإنشاء ممر إنساني بين تشاد والجنينة، وممر آمن للمدنيين إلى خارج المناطق المتضررة من المعارك». ويشهد إقليم دارفور كثافة في أعمال العنف بعد أن كان مسرحًا للفظائع في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.