ربما لم تعد الرقية الشرعية حكراً على بني البشر لتحصينهم من العين والحسد، بل تجاوزت ذلك إلى قطعان الإبل والمواشي بأنواعها، بعدما تمكن ما يبدو أنهم "بائعو وهم" من خلق سيناريو طويل قام على الإشاعة والإرجاف، وتمكنوا من إيجاد مروجين لتجارتهم يدّعون مرورهم بالتجربة أو ينقلونها كذباً عن معارف لهم حصنهم هذا النوع من الرقية وبثوا هذه الدعايات في مجالسهم حتى أوجدوا حالة من "التطيّر" المذموم عند بعض هؤلاء. فتحولت الرقية الشرعية إلى تجارة لم نعهدها من قبل ولم تذكر عن أسلافنا واستجابت لهم الفئة المستهدفة للأسف وهي تفتح لهم المجال وبالمبالغ التي يطلبونه. وبحسب مقربين من هذه التجارة فإن بعض ملاك الإبل خصوصاً التي قد تقدر قيمتها بالملايين ينجذبون لها تحت قناعة (إن نفعت وإلا ما هي ضارة). وتختلف كلفة الرقية بحسب التصنيفات التي يقسم بموجبها "الرقاة" ونوعية الرقية بين أحادية وثلاثية وسباعية و"نفثة" ب500 ريال وأخرى ب1000 ريال، وتصل أجرة بعضهم لعشرات الآلاف مقابل كل جلسة أو زيارة وتزداد كل ما زاد عدد القراءات التي تكرر إلى سبع مرات كما تختلف إن كان "نفثاً" مباشراً على (المراح) أي كل القطيع أو فردي على كل ناقة أو جمل أو على الأعلاف والمياه التي تسقى منها لدرجة أن البعض ونتيجة لضغط الطلبات صار يقرأ على وايت أو صهريج مياه بأحماله التي تصل 30 متراً مكعباً.