بدعمٍ من هيئة الأدب والنشر والترجمة للمجتمع الفلسفي السعودي، قدمت جمعية الفلسفة والمركز السعودي للفلسفة والأخلاقيات "10" منحاً للدراسات البحثية الفلسفية بهدف إثراء الإنتاج البحثي السعودي وتعزيز الاهتمام العلمي بالفلسفة في المملكة. وذلك من أجل تشجيع المهتمين على تطوير قدراتهم البحثية، وفتح آفاق علمية جديدة للباحثين من خلال توفير الدعم العلمي والمادي والمؤسساتي المتكامل. حيث تهدف المبادرة إلى إتاحة فرصة التفرغ العلمي للبحث والكتابة والنشر في المجالات العلمية المحكمة. وتعتمد آلية المبادرة على اختيار مجموعة من الباحثين المتقدمين ممن تنطبق عليهم معايير القبول لمتابعتهم ودعمهم تحت إشراف لجنة علمية متخصصة لمساعدتهم على بناء العلاقات المستدامة والاستفادة من شركاء المبادرة والجهات ذات العلاقة. من جهته، أكد حسن الشريف أستاذ الفلسفة المساعد بجامعة طيبة أن برنامج منح البحثية الفلسفية هو مشروع طموح وفريد من نوعه يستهدف دعم البحوث الفلسفية في السعودية. بالشراكة بين جمعية الفلسفة والمركز السعودي للفلسفة والأخلاق، بالإضافة إلى دعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، هذا البرنامج يقدم عشر منح لباحثين مميزين مهتمين بالفلسفة. بدأ هذا البرنامج مع بداية هذا العام 2023 وقد تنوعت أبحاث الفائزين بالمنح ما بين أبحاث مهتمة بالأبستمولوجيا والأخلاقيات والجماليات بالإضافة إلى تاريخ الفلسفة. يتضمن الدعم المقدم لأولئك الباحثين الإشراف الأكاديمي، الدعم المادي، وتعزيز الروابط مع مؤسسات الفلسفة الإقليمية والعالمية، كل هذا لتعزيز الإنتاج الفلسفي في المملكة. هذا البرنامج يعتبر خطوة مهمة لتقوية ودعم الفلسفة المحلية ويشكل بداية لمزيد من الخطوات المستقبلية. وأشار الناقد عادل الزهراني إلى أن الدعم حافز مهم للعمل، يسهّل العقبات، ويشحذ الهمم، وتسهم مثل هذه المنح في جذب الباحثين الجادين للدرس الفلسفي، مؤكداً أن هذه المشاريع تسهم في صنع حراك فلسفي حقيقي، عماده البحث العلمي الرصين، وأن الحضارات تتطور بالبحث العلمي، وهذا يزيد عدد المهتمين بالفلسفة، ويشعر العالم بأن هناك حراكاً فلسفياً في المملكة، ثم يبدأ التفاعل معه بالقراءة والكتابة والحوار. ووصف الباحث يزيد السنيد أن "المنح الفلسفية"، مشروع كبير ويستحق من الباحث الكثير من العزم والجدية؛ خاصةً وأنه التجربة الأولى فعلى عاتقنا مهمة إثبات أن الفلسفة جديرة بالنظر والاهتمام، فالفلسفة من زاوية أرسطية مثلًا هي قرينة الرخاء والرفاهية ومن ثم "وطن يتفلسف" هو وطن مزدهر، كما أن الفلسفة تكون عونًا عند النوازل والشدائد فهي في أقل أحوالها ترفع من "ثقة النفس" بنفسها ومن ثم لن تكون مطية لأي دعوات متطرفة أو كارهةً للإنسان، كما أن هناك علاقة بين التفلسف والجرأة النبيلة. يذكر أنّ جمعية الفلسفة السعودية ومركز سكوب وبدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، سعتا من خلال مبادرة المنح البحثية الفلسفية إلى تطوير البحث الفلسفي في السعودية، وحصد ثمراته من خلال المشاركات الجادة في المؤتمرات والندوات الإقليمية والعالمية.