تمكن عمال الإنقاذ في مدينة دنيبرو بجنوب شرق أوكرانيا، من انتشال العديد من المصابين من تحت أنقاض مبنى سكني، بعد تعرضه لهجوم روسي أمس، وفقا لما أعلنته السلطات الأوكرانية. وقالت السلطات الأوكرانية، إن فتاة تبلغ من العمر عامين لقيت حتفها في الهجوم، وأصيب 22 شخصا آخرون. ولا يزال عمال الإنقاذ يبحثون عن الناجين. ونشر الرئيس الأوكراني مقطع فيديو، يظهر المبنى المكون من طابقين مدمرا بالكامل. وقال زيلينسكي، إن صاروخا أصاب المنطقة الواقعة بين مبنيين سكنيين مكونين من طابقين. وكانت صافرات الانذار من هجوم جوي قد دوت في المنطقة قبل فترة وجيزة. وأضاف الرئيس الأوكراني: "سيتحمل الروس المسؤولية عن كل ما فعلوه بدولتنا وشعبنا". وفي وقت سابق أمس، قال زيلينسكي، إنه يعتقد أن البلاد مستعدة لشن هجوم مضاد طال انتظاره، لتحرير أراضيها من الاحتلال الروسي. وقال في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرتها الصحيفة الأمريكية أيضا كفيديو على موقعها على الإنترنت: "في رأيي، وبداية من اليوم، نحن مستعدون للقيام بذلك". وأضاف زيلينسكي، إن أوكرانيا كانت تود الحصول على المزيد من الأسلحة للهجوم ضد الغزو الروسي، لكنها لا تستطيع الانتظار لشهور أخرى. ووفقا للصحيفة، فإن زيلينسكي قال "نعتقد بقوة أننا سننجح، لا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر". وأضاف أن ثمن النجاح سيكون باهظا. يشار إلى أنه لعدة أشهر كانت هناك تكهنات حول موعد بدء الهجوم. وفي بعض الأحيان، قيل في كييف أن العملية جارية بالفعل. وفي الآونة الأخيرة، كانت هناك هجمات في المناطق الغربية من روسيا، بالقرب من الحدود الأوكرانية، والتي يقترح البعض أنها من عمل كييف، وجزء من هجوم مضاد بدأ بالفعل. وتنفي أوكرانيا هذه المزاعم. وأشار حاكم منطقة بيلجورود الحدودية الروسية، فياتشيسلاف جلادكوف، إلى وقوع قصف مكثف، بما في ذلك بالمدفعية، من الجانب الأوكراني أمس. وأضاف أن ذلك أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير واسع النطاق للمباني. ووسط إطلاق النار على بيلجورود، اتهم قائد مجموعة فاجنر الروسية، يفجيني بريجوزين ، وزارة الدفاع الروسية بالفشل. وقال بريجوزين "الوزارة غير قادرة على فعل أي شيء. هناك فوضى في الوزارة"، في إشارة أيضا إلى الحرب المتعثرة على أوكرانيا. يشار إلى أن بريجوزين، هو أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال إنه هو نفسه سيسير إلى المنطقة مع قواته، إذا لم يفرض الجيش الروسي النظام هناك "في أسرع وقت ممكن". وقال بريجوزين "يجري هناك بالفعل احتلال للمنطقة، والناس المسالمين يموتون". وقال إن السكان بحاجة إلى الحماية "لن ننتظر دعوة". ومع ذلك، قال، يجب على الجيش الروسي توفير الذخيرة. ودافع بريجوزين عن انتقاداته لوزارة الدفاع الروسية، وقطاعات في الكرملين، في خطاب مطول عبر تلجرام. وقد واجه بريجوزين مؤخرا تهديدات، من بينها من جيش الزعيم الشيشاني رمضان قاديروف. كما طُلب من بريجوزين الامتناع عن مهاجمة الوزارة علنا. وقال بريجوزين، إنه منذ ذلك الحين حل الخلاف خلال مكالمة هاتفية مع قاديروف، لكنه أضاف أنه رفض تكميم فمه. وتابع أنه يتفق مرة أخرى مع قاديروف، على أن الأمر سيحتاج تعبئة عامة، وأحكاما عرفية لكسب الحرب - وهي خطوات رفض الكرملين حتى الآن اتخاذها. لكن وزارة الدفاع الروسية قالت في وقت لاحق، إنها وسعت عدد نقاط التعبئة لتجنيد متطوعين للحرب. وتابعت الوزارة أن هناك المزيد من هذه النقاط، والمزيد من المدربين للعمل مع المرشحين. وسيسمح هذا بتوقيع المزيد من العقود مع المواطنين للخدمة في الحرب. وقالت الوزارة، إن عدد المتقدمين الذين "يريدون ربط حياتهم بالخدمة العسكرية" زاد إلى "حد كبير". وتقوم مجموعة فاجنر أيضا بتجنيد متطوعين، حيث تقدم رواتب تصل إلى أكثر من ألفي دولار - وهو رقم أعلى بكثير من متوسط الأجور في روسيا. إسقاط مسيرات في القرم إلى ذلك، قال سيرجي أكسيونوف، الذي عينته موسكو حاكما لشبه جزيرة القرم، إن خمس طائرات مسيرة أُسقطت فوق مدينة دجانكوي الواقعة في شبه الجزيرة، وإنه جرى التشويش على أربعة ولم تصب أهدافها. واستولت روسيا على شبه الجزيرة وضمتها إليها من أوكرانيا في خطوة أحادية الجانب عام 2014. وأضاف أكسيونوف، على تطبيق تيليجرام، أنه لم تقع خسائر بشرية لكن النوافذ تحطمت في عدة منازل. وذكر، أن طائرة مسيرة لم تنفجر عُثر عليها فوق أرض أحد المنازل، مما تسبب في إجلاء 50 شخصا، بشكل مؤقت من المنطقة. ولدى روسيا قاعدة جوية عسكرية بالقرب من دجانكوي. ودأب مسؤولون أوكرانيون، على القول إن المدينة والمناطق المحيطة بها، تحولت إلى أكبر قاعدة عسكرية لموسكو في شبه جزيرة القرم.