أَتَى ولم يكن أمامه ما يجعله يتفاءل، بحثًا عن إرث قديم واسترداده من براثن النسيان، وركام حطام سنوات طويلة خلفتها بطريقة أو بأخرى أحداث وإدارات سابقة، كان يبحث في قواميسه عن طريق العودة وبناء ما كان شبه بائد، آمن بنفسه وبرفاق المرحلة المشتركة لخوض تجربة تبدو معالم الطريق فيها غير آمنة، وانطلق رجل القانون التجاري نحو خطوات تأسيس مرحلة انتقالية لا تؤمن إلا بتحدي طرق التفكير القديمة لإعادة تاريخ وعمق استراتيجي مأثور لهذا النادي ومنها صناعة مجد لحاضره ومستقبله. ذو العينين الملونتين بلون السماء والغيم، انتظرته أرض نادي الرياض الجرداء، حتى تهطل عليها وتفيض سيلًا، بالعمل وإعادة ترتيب الأوراق ومن حركة مسار الإحباط إلى حركة مسار الإنجاز، حاملًا مشعلًا من اشتياق ونور وفرح، ومحرقًا به كل اليأس والحواجز التي ستمنعه من بلوغ الهدف بعد مرحلة غياب تُشبه التهجير القسري ورحيل اللا عودة!. ذاك هو بندر بن فهد المقيّل وأعضاء مجلس إدارته -دون استثناء- والأجهزة الفنية واللاعبون الأبطال الأشاوس، وكل العاملين في النادي من أصغرهم حتى أكبرهم، فمن إمكانيات محدودة وسيولة نقدية لا تتجاوز ال «450» ريالا في الخزينة وديون ومستحقات سابقة متراكمة على النادي إلى هيكلة مالية ومحاولة إيجاد إيرادات ودعم مالي إلى الحوكمة ودخول التصنيف وتحرك رياضي في مختلف الألعاب وتسويقي واجتماعي ومن ثم صعود من الثانية إلى الأولى وصولًا إلى دوري المُحترفين «روشن» خلال دورة رئاسية واحدة. تجربة مجلس إدارة نادي الرياض أراها ملهمة وذات قيمة مضافة للرياضة السعودية ككل وليس نادي الرياض فقط، ولم تعرف الكلل ولا الملل دون المقصد لبلوغه، وهو ما يجعل بعض إدارات الأندية التي تنشد النجاح أن تتخذ من تجربتهم تفكيرًا حيًا وهوية تقمع بها الأعذار بقلة الدعم وعدم وجود ملاعب وبُنى تحتية لمن أراد أن يتطور إداريًا وماليًا. زاوية قائمة انتهت فترة دوري الثانية والأولى ومن خلال متابعة لدوري الدرجة الأولى تحديدًا أراه أصعب وأعقد دوري ف«الداخل مفقود والخارج مولود» ولكن ماذا بعد الخروج؟ وهي المرحلة التي تتطلب الكثير من الاستعداد والتعاقدات الفنية التي ستصنع الفارق مع منافسيك أمام أندية تتسابق لتتسلح بأفضل اللاعبين وستكون معركتها الفنية الموسم القادم في «خط الوسط» وهو من أهم الخطوط في حال كانت هناك اختيارات عالية الجودة ولو كنت أملك قرار لكان أول اختيار هو« ليبرو خط الوسط » أو ما يُعرف بمركز«6» والضالعين في الشأن الفني يدركون أهمية أن يكون لديك لاعب قوي يفتك ويمرر ويقوم بالتغطية، ونظرته واسعة وشمولية للملعب، ومستوى مخزونه اللياقي عالي جدًا، وغالبًا الأندية التي ليس لديها لاعب بهذه الإمكانيات تنكشف للمنافسين، ومع هذا أنا مُتأكد -بعد مشيئة الله- أن مسيّري النادي على دراية باحتياجات الفريق ولكن من باب الحرص أحببت التذكير بأهمية هذا المركز والذي يتجاهله البعض بحثًا عن صانع لعب ومهاجم دون ساتر دفاعي نموذجي يساعد المجموعة على النجاح. سلسبيل الحرف تموت بين الحنايا .. والغلا يحييك والحب مثلك نزف بين الضلوع وكبر رح كلم الذكريات وقلها: وش فيك؟ عشان ينبت على تراب المحبة شجر