منذ أن نشرت الهيئة السعودية للفضاء صوراً للصاروخ "فالكون 9 " ومركبة "دارجون" وهما على منصة الإطلاق، كان العد التنازلي قد بدأ استعداداً لنقل طاقم مهمة AX-2 التي ستضم ضمن روادها العالميين؛ رائدي الفضاء السعوديين؛ ريانة برناوي، وعلي القرني إلى محطة الفضاء الدولية (ISS). الجميع في السعودية يترقب بحماس هذا اليوم 21 مايو 2023 كموعد لإطلاق رحلة علمية سيدشن خلالها رائدا الفضاء انجازاً تاريخياً للمملكة. ثقة ولي العهد وحيال مهمة تاريخية كهذه لرائدي فضاء سعوديين يعكسان الوجه الحضاري والعلمي للمملكة، كان ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان في الموعد مع التاريخ، حين هنأ كل من ريانة برناوي وعلي القرني على نجاحهما في البرنامج التأهيلي، منوهاً بالقدرات غير العادية في طموح الشباب السعودي في البحث عن فرص للمستقبل للإسهام في أبحاث الفضاء. لقد كان استقبال ولي العهد لرائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي، وعلي القرني، أكبر حافز عزز فيهما ثقته الملكية الكبيرة حين غمرهما بكل أمنياته الصادقة بالتوفيق في رحلتهما العلمية إلى محطة الفضاء الدولية وعودة آمنة إلى أرض الوطن. وعبر رواد الفضاء عن فخرهم واعتزازهم بلقاء سمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للفضاء، ومقدمين شكرهم على الدعم المتواصل من لدن سموه الكريم، وأكد كل من رائدة الفضاء ريانة برناوي ورائد الفضاء علي القرني جاهزيتهما الكاملة لهذه المهمة التاريخية، متطلعين لترك بصمة في مجال الفضاء وإثراء التجارب العلمية التي تخدم البشرية، فيما أكد رائدا الفضاء مريم فردوس وعلي الغامدي والذين ستسند لهم مهام في المحطة الأرضية لمساعدة رائدي الفضاء ريانة برناوي وعلي القرني خلال هذه المهمة العلمية عن فخرهم واعتزازهم. وتؤكد هذه الرحلة الفضائية التاريخية التزام المملكة بدعم جهود استكشاف الفضاء، وتشجيع البحوث العملية في هذا المجال، وتعزيز دور أبناء الوطن في برامج الفضاء ومجالاته من العلوم والتقنية، لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى إبراز دور المملكة في قطاع الفضاء وتقنياته. ريانة برناوي: فخورة بأن تصحبني أحلام النساء السعوديات والعربيات إلى الفضاء ريادة سبَّاقة وبالرغم من أن برنامج المملكة لرواد الفضاء تم إطلاقه في 22 سبتمبر 2022 ضمن إطار رؤية المملكة 2030 إلا أن المملكة كانت سباقة في مجال ريادة الفضاء حين سجلت سبقاً تاريخياً من قبل عندما كان الأمير سلطان بن سلمان الرئيس السابق لمجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء هو أول رائد فضاء عربي مسلم على متن مركبة فضائية في العام 1985م الذي شهد أول رحلة للمكوك الفضائي للعرب بمسمى "ديسكفري"، شارك فيها آنذاك إلى جانب الأمير سلطان بن سلمان فريق علمي سعودي تخطى عدد أفراده 30 عالماً ورائد فضاء. في هذا اليوم الموعود 21 مايو 2023 ستنطلق المركبة "دارجون" حاملة داخلها طاقماً يتكون من 4 رواد فضاء هم رائدا فضاء أميركيان جون فيشنر، وبيجي ويتنسون، إلى جانب البطلين السعوديين رائدة الفضاء ريانة برناوي، والرائد علي القرني. وتعتبر هذه المهمة العلمية بالنسبة للرائدين ريانة برناوي، والرائد علي القرني تجربةً فريدة في السفر إلى محطة الفضاء الدولية، (ISS) بعد تدريبات مكثفة على مهام هذه الرحلة العلمية واستيفاء الشروط التي تم بموجبها تأهيل الرائدين. تجارب بحثية واعدة على (ISS) وتتضمن الرحلة العلمية إجراء 14 تجربة بحثية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى، وسيعمل الرائدان ضمن فريق هذه المهمة في البحث عن إجابات تمكن البشر بتكثيف الجهود في الدراسات الصحية، إلى جانب تطبيق بعض البرامج العلمية من خلال تجارب تنفذ على محطة الفضاء الدولية بطريقة تسهم في توفير عناصر حماية لكوكب الأرض. خواطر رائدة فضاء سعودية كم كانت عزيزةً على قلب كل فتاة عربية؛ تلك الخواطر التي صرحت بها رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي، وهي تجيب عن أسئلة الصحفيين في المؤتمر الصحفي عقدته شركة "أكسيوم سبيس" الثلاثاء، حين قالت " إنني فخورة بأن تصحبني كل أحلام النساء السعوديات والعربيات إلى الفضاء" لتضيف "عندما علمَت جدتي بأني ذاهبة إلى الفضاء أهدتني تذكارًا عبارة عن قرطين عمرهما يتجاوز 60 عامًا" في تداعٍ حميم كشف عن أصالة قيم العائلة الكبيرة من خلال الحديث عن جدتها. الحماس الذي تدفق في وجه رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي والرائد علي القرني حماس يسنده دعم قوي من قيادة شابة رشيدة مؤمنة بطاقة شابات وشباب هذا الوطن واضعةً تحت أيديهم كل الإمكانات التي تتيح لهم ارتياد آفاق الفضاء، ومدركةً بأنه لا ينبغي لمعرفة هذا الشباب الطموح أن تحدها حدود. كيف لا، وريانة اليوم مع علي القرني على موعد للسفر إلى محطة فضاء يبلغ طولها 109 أمتار فقط وعرضها 73 متراً وهي عبارة عن جسم وزنه 500 طن يسبح في الغلاف الجوي للأرض، وتدور على ارتفاع يقارب 420 كيلومتراً عن سطح الأرض فيما تكمل المحطة دورة واحدة حول الأرض كل 90 دقيقة وبسرعة 28 ألف كيلومتراً في الساعة فمحطة الفضاء(ISS) التي أُنشئت في العام 1998 تعتبر مركزًا لأبحاث الفضاء، وهي مأهولة برواد الفضاء منذ 2000 م. وستستغرق المدة الزمنية التي سيقضيها فريق مهمة AX-2 في محطة الفضاء الدولية 10 أياماً، وستنتهي يوم 31 مايو الجاري. معايير الكفاءة وهناك معايير وشروط يضعها برنامج المملكة لترشيح رواد الفضاء إلى مثل هذه المهام تتمثل في أن يكون رائد ورائدة الفضاء سعودي الجنسية، وأن لا يقل عمره/ها عن 25 عاماً، إضافة إلى التخصص في مجالات STEAM التعليمية، إلى جانب اجتياز اختبارات اللياقة البدنية، وإنجاز 1000 ساعة طيران كحد أدنى (للطّيارين)، وامتلاك خبرة مهنية لا تقل عن سنتين، مع قدرة التمكن من إجراء التجارب العلمية، والقدرة على التعامل مع الأنظمة المعقدة والمعدات، والتمكن من العمل في بيئة غير اعتيادية، ومعالجة التحديات والمشكلات. ومهارات التواصل والمهارات الاجتماعية. رؤية 2030 للفضاء تأتي هذه التجربة الواعدة بإنجاز تاريخي غير مسبوق عبر هذه الرحلة، ضمن الجهود الرائدة لمشروع رؤية المملكة 2030 التي وعدت بالكثير وأنجزت الكثير منذ إطلاقها في العام 2016 في مختلف جوانب الحياة العامة في المملكة. فمن أجل تحسين جودة الحياة في المعرفة وريادة الفضاء أطلقت الهيئة السعودية للفضاء برنامج المملكة لرواد الفضاء، الذي يهدف لتأهيل كوادر سعودية مؤهلة باستعدادات علمية ومعرفية رصينة تمكنها من الحصول على تصنيف مرموق لخوض تجارب لرحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى، والمساهمة في إنتاج دراسات علمية تتصل بمهمات مستقبل الفضاء. شعار الرحلة في كل رحلة علمية لمحطة الفضاء الدولية هناك شعار يكون بمثابة العنوان الرسمي للرحلة قبل مغادرة الطاقم كوكب الأرض إلى الفضاء، في هذه المرة، كان الشكل الدائري بهيئة علم المملكة دلالةً تعبيرية عن هوية رائدي الفضاء السعوديين؛ ريانة برناوي، وعلي القرني، من خلال رمز السيف المسلول. تاريخ حافل بدأ الاهتمام بأبحاث الفضاء في المملكة العربية السعودية منذ العام لعام 1977، بإنشاء "المركز الوطني العربي السعودي للعلوم والتقنية" الذي تحول اسمه بمرسوم ملكي في العام 1985 إلى "مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية". استمر تعاون المملكة في مجال أبحاث الفضاء عبر تعاونها مع جهات علمية دولية نفذت معها "مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" تجارب علمية في الفضاء بالتعاون مع وكالة "ناسا" وجامعة "ستانفورد" على متن القمر "سعودي سات 4"، وشاركت في مهمة استكشاف القمر "تشانغ إي 4" بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية عام 2018 في مهمة نادرة لاستكشاف الجانب غير المرئي من القمر. وتمكنت المملكة من إطلاق 16 قمراً اصطناعياً سعودياً إلى الفضاء بإشراف "مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" (كاوست) خلال 19 عاماً، كان آخرها القمر السعودي للاتصالات "SGS1" الذي أطلق في 6 فبراير 2019 حاملاً توقيع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي كتب عليه عبارة "فوق هام السحب". ويأتي برنامج رواد الفضاء بالتعاون مع مجموعة من الجهات في مقدمتها وزارتا الدفاع والرياضة وهيئة الطيران المدني ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إضافة إلى شركة "أكسيوم سبيس" المتخصصة في رحلات الفضاء المأهولة وتطوير البنى التحتية الفضائية في الولاياتالمتحدة. ريانة برناوي علي القرني